الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من لبس فستان معين لأني رأيت كابوسًا وأنا أرتديه فهل فعلي صحيح؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

الله يجزاكم خير الجزاء, ويسعدكم دائمًا.

عندي استفسار عن أمرين:

1) منذ فترة حلمت بحلم, بل كابوس, أزعجني كثيرًا ومرّ عليه أيام, بل شهور, المشكلة في ذلك الحلم أنني كنت أرتدي من ملابسي فستانًا معينًا وأنا من ذلك الوقت لا أرتديه, أخاف أن يتحقق الحلم لو ارتديته, وأمي دائمًا تلاحظ خوفي من لبسه, فهل ما أفعله صحيح؟

2) عندي سفر بعد شهر - بإذن الله - والسفر بالطائرة, وليست أول مرة أركبها, فقد ركبتها تقريبًا 8 مرات, ولكني أخاف جدًّا منها, وعدما أسمع بخبر سقوط طائرة أشعر بضيق فما الحل؟

ولكم جزيل الشكر, أرجو الرد بأسرع وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

شكرًا لك على السؤال، وعلى إطراء الموقع وخدماته.

في الحقيقة السؤالان متعلقان ببعضهما بعض الشيء، ويدل على شخصية قلقلة بعض الشيء.

في الأول خوفك من تحقق الحلم إن أنت ارتديت هذا الفستان.
وفي الثاني -وكما هو واضح- خوفك من ركوب الطائرة، وكما هو ملاحظ كلاهما عبارة عن حالة من الخوف.

ربما الخوف الأول متعلق أيضًا بالتطير والتشاؤم من إمكانية تحقق الحلم من مجرد ارتداء اللباس، وليس طبعًا من علاقة منطقية من هذا الربط، وهكذا هي كل المخاوف عمومًا، ليس لها منطق معين يقارب الواقع.

أنصحك بارتداء هذا الفستان، اليوم قبل الغد، وقاومي هذه الفكرة بالعمل والسلوك, فاليوم خوف وقلق وتردد من فستان، وربما غدًا خوف وتردد وقلق من شيء آخر، وهكذا لا ننتهي، بينما قطع حبل هذه الأفكار بارتداء الفستان هو أقصر الطرق، ولن يحصل معك شيء، وإن حصل شيء ما بسبب طبيعة الحياة وظروفها، فليس لهذا من علاقة بارتداء الفستان.

بينما الخوف الثاني ونسميه رهاب ركوب الطائرة، فهو خوف أو رهاب منتشر بين الناس، وإن كان معظم الناس لا يتحدثون عنه؛ لشعورهم بالحرج من الحديث أمام الناس, وليس بالضرورة أن يصيب من لم يركب الطائرة من قبل، وإنما قد يصيب، ولسبب ما، من ركب الطائرة من قبل ولعدد من المرات, وقد تكون من الأسباب حدوث ما يزعج الشخص من مرض أو وفاة أو مشكلة في البيت أو المدرسة...، ولسبب ما يُسقِط الإنسان هذا الانزعاج على موضوع ركوب الطائرة.

إن فهم ومعرفة طبيعة الخوف من ركوب الطائرة هي الخطوة الأولى للعلاج، ومن ثم مواجهة هذا الخوف وعدم "الهروب" أو تجنـّب ركوب الطائرة، فهذا التجنب لا يزيد المشكلة إلا تعقيدًا.

مما يعين على تجاوز هذا الرهاب:

• زيارة المطار قبل موعد السفر بأسابيع أو أيام، ورؤية الناس المسافرين والقادمين، وكيف هم في غاية السرور والانشراح, وبهجة لقاء الأحباب والأصحاب, وهذه الزيارة تساعدك على التأقلم والتكيّف مع أجواء المطارات, ويمكنك أثناء الزيارة مراقبة الطائرات وهي تقلع وتهبط بسلام.

• ويمكنك قراءة أذكار ودعاء السفر أو بعض الآيات من كتاب الله.

• أن تجلسي أمام من تتحدثي معه أثناء السفر, وخاصة وقت الإقلاع والهبوط.

• يمكنك الاستماع لشيء ترتاحين إليه، ويمكنك استعمال سماعات الأذن مما يريحك قليلاً مما معك على جهاز الأي بود، وأرجح أن عندك واحد منها, أو مشابهه.

• يمكنك أيضًا قراءة كتاب مشوق تتطلعين لقراءته.

• إذا كانت السفرة طويلة لعدة ساعات فيمكنك مشاهدة أحد الأفلام المتوفرة في الطائرة.

• يمكن إخبار مضيفة الطائرة بأن عندك بعض الخوف من الطائرة، وهي بدورها ستقوم برعايتك بشكل خاص، والحديث عن خوفك يخفف من شدة هذا الخوف.

حفظك الله من كل سوء، وأرجو أن تكتبي لنا بعد عودتك من السفر.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً