الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعود لربي وألتزم بصلاتي؟

السؤال

السلام عليكم..

لأول مرة في حياتي منذ عشر سنوات لا أصلي الفرض، مع أني كنت ملتزمة بالصيام، وقراءة القرآن، ولكنني أصبحت متهاونة جدا، وكأن أمر عدم الصلاة عادي، مفذا أفعل لأرجع كالسابق؟

مع العلم إني أشاهد أحلاما مزعجة ومتكررة، وأخاف من أن تكون قرينة أو سحرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شدا الإسلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه.

الأخت الفاضلة: جميل أن يتوقف المرء كثيرا أمام المتغيرات التي تعتريه، وإن كان يقلقنا جدا أن يكون التغيير الذي حدث معك كان في أهم شعائر الإسلام، فالعهد الذي بين أهل الإيمان وأهل الكفر كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة"، فالأمر جلل وخطير -أختنا الفاضلة-.

وقد سألت عن العلاج، ونحن نبينه في عدة نقاط:

أولا: خطورة التهاون في الصلاة، فاعلمي -أختنا الفاضلة- أن أهل العلم قد اختلفوا في تارك الصلاة تكاسلا هل هو كافر أم لا؟! فانظرى -بارك الله فيك- كيف أن الأمر جد خطير، ففي حين يذهب الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- إلى أنه لا يكفر، ويرى أنه يحبس حتى يصلي، فإن الإمام مالك وكذا الشافعي -رحمهما الله- يريان أنه لا يكفر، إلا أنهما رأيا أن يقتل حدا ما لم يصل، ومعلوم أن المشهور من مذهب الإمام أحمد -رحمه الله- أنه يكفر ويقتل ردة، وهذا هو المنقول عن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل حكى الإمام إسحاق: الإجماع على ذلك.

ثانيا: احذري أن يكون الله قد كره طاعتك، فقد قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- كلاما خطيرا أرجو أن تنتبهي إليه كثيرا، يقول: "إذا رأيت نفسك متكاسلاً عن الطاعة، فاحذر أن يكون الله قد كره طاعتك".

ثالثا: مراجعة كاملة للطاعات والمعاصي: يقول أهل العلم -أختنا الفاضلة- ما فقد العبد الطاعة إلا وقد حلت محلها معصية، فانظري -بارك الله فيك- فيما أحدثت من ذنوب، وما علق في قلبك من أمور صرفتك عن طاعة الله وعن الصلاة.

رابعا: نود منك مراجعة كافة صديقاتك، واقتربي أكثر -حفظك الله- من الصالحات منهم، وابتعدي عن من يصرفك عن الطاعة، أو من لا يذكرك بها.

رابعا: اجتهدي في القراءة حول فضل الصلاة، واعلمي أنها ثقيلة على الناس إلا على الخاضعين لله، والمحبين لطاعته، والمصدقين بوعده ووعيده، يقول الله تعالى: (وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)، فمتى زاد الإيمان في قلبك، والخشوع لله، سيسهل عليك الأمر، بل سيزدان قلبك للصلاة، وسترددين كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لبلال: أرحنا بها يا بلال.

خامسا: إذا أردت أن تصيب المئذنة صوب على النجوم -هكذا يقول أهل التربية-، فإذا أردت المحافظة على الفرائض فاحرصي على عدم التهاون في النوافل، واعلمي أن أول التفريط في الفريضة يتم مع أول التفريط في النافلة.

وأخيرا -أختنا الفاضلة-: الدعاء الدعاء، واجعليه في جوف الليل، واعلمي أن الدعاء سهم صائب لا يخيب.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن يعينك على طاعة الله وعبادته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً