الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع أن أنجز أي شيء بسبب كثرة التفكير والتشتت، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من التشتت الذهني، أو لا أدري ماذا يكون، ولكني لا أستطيع أن أنجز أي شيء خلال يومي بسبب كثرة التفكير في كل أمر أقوم به حتى أبسطها، كقص الأظافر، أو مسح تراب، أو شراء شيء جديد، فأجلس أفكر، هل هذا صحيح أم خطأ؟ هل كان يجب أن أفعله الآن أم لاحقًا، هل كان بهذه الطريقة؟

وأصبحت أبحث في اليوتيوب مثلاً عن أي شيء أريد القيام به، هل يجب أن أنظم جدولاً لكل شيء أقوم به، حتى إذا قمت بعمل جدول أحتار ماذا أكتب، وماذا لا أكتب، هل أكتب في ورقة أم دفتر؟ هل أحتفظ بالتخطيط أم أضع تخطيط كل يوم بيومه؟ وهكذا في كل أمور حياتي، حتى أصبح يومي ضائعًا في مثل هذه الأمور، وحتى ما أقوم به من أمور بسيطة يرهقني جدًا، لا أستطيع أن أستزيد من أي علوم سواء في تخصصي؛ (لأني حديثة تخرج)، أو علم شرعي وبدأت أقصر في بيتي، قصرت في صلاتي بسبب ضيق الوقت، فأصبحت أصلي الفرض فقط، وقصرت في وردي القرآني أيضًا.

أنا خائفة من الأيام القادمة، فمع الأيام تزيد المسؤوليات من عمل وذرية، وأنا الآن فارغة، لا أستطيع استغلال فراغي أو أن أسترخي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يلهمك السداد، وأن يرزقك راحة البال.

لا يخفى عليك -بنتنا الفاضلة- أن الإنسان إذا شدد على نفسه يأتيه التشديد، فخذي الأمر بسهولة ويسر، واعملي ما تستطيعين أن تقومي به، واعلمي أن هذه الأمور ليس فيها حساب وليس عليها عقاب، وإنما هي عادات وممارسات يفعلها الإنسان، فلا تقفي طويلاً أمام مثل هذه الأمور، ورتبي أمرك أولاً بالتركيز على الواجبات التي فرضها الله تبارك وتعالى، ثم قومي بالأعمال المهمة التي تحتاجينها في حياتك، ثم أعطي جسدك حقه من الراحة، وحظه من الطعام.

ومارسي حياتك بطريقة طبيعية وطريقة هادئة، ولا تكلفي نفسك ما لا تطيق، ولا تحاولي أيضاً أن تشددي على نفسك أو تبحثي في الانترنت، فإن المعلومات الموجودة في الانترنت ربما كتبها الناس لأنفسهم، وربما هي معلومات غير صحيحة أصلاً، ولذلك لا تشغلي نفسك بمثل هذا، وتخيلي كيف كان وضع الناس وكيف كانت حياة الناس قبل ظهور الانترنت، لقد كانوا يعيشون سعداء، يقومون بواجباتهم، ولذلك ينبغي أن تمضي حياتك بهذه السهولة، واهتمي بالطاعات، وتقربي إلى رب الأرض والسماوات، وأدي العبادة على وجهها الصحيح، ولا تكلفي نفسك ما لا تطيق، ولا تستجيبي للهواجس والوساوس التي تريد أن تكرهك في الطاعات، وتبعدك عن العمل الجاد الذي يرضي الله.

ثم أعطي نفسك حظها من الراحة كما قلنا واستريحي، وتجنبي الفراغ والوحدة؛ لأن الشيطان مع الواحد، إذا كنت فارغة فأشغلي نفسك بعمل مفيد، وأعظم الأعمال التي نشغل بها أنفسنا هي تلاوة القرآن، وذكر الرحمن، فاجتهدي فيما يرضي الله تبارك وتعالى، وقومي بما عليك بسهولة ويسر، وإذا صليت الفرض، فتقربي إلى الله بالنوافل، وأيضاً عليك أن تحافظي على ورد من القرآن، ولا تخافي من المستقبل؛ لأنه بيد الله، وسيتغير هذا الوضع بإذن الله، ولا مانع من أن تعرضي نفسك على طبيبة نفسية، وكذلك أيضاً عليك بقراءة الرقية الشرعية، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأكثري من الدعاء لنفسك.

ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً