الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أجمع بين العمل ورغبتي في إكمال الدراسة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صيدلاني، تخرجت منذ حوالي عامين، بعد تخرجي بخمسة أشهر عملت في صيدلية لقريبي في نفس المركز، كنت قليل الخبرة أول الأمر، ولكن بالتعود أصبحت قادراً على الوقوف وحدي منذ رمضان الماضي. الآن أشعر بكثرة التفكير؛ لأن بعض زملائي بدؤوا يتخذون خطوات لسفرهم المقرر العام القادم، وأنا معهم، ولكنني لم أقم بأي خطوة للسفر حتى الآن، لأسباب؛ منها: أنه ليس لدي المال لبدء أول خطوة، وفي نفس الوقت أحس بضيق بسبب هذا، وأقول بأن هذا بسبب ضعف راتبك، وفي نفس الوقت إذا سافرت للعمل بالقاهرة والاسكندرية؛ فإن نفس القدر من المال هو الذي سوف أوفره بعد السكن والمصاريف الشخصية، و...إلخ.

الآن أعاني من كثرة التفكير والضيق من هذه الأشياء، أقول أحياناً بأن هذا رزقي كتبه الله لي -والحمد لله-، وأحياناً أقول بأن علي الاجتهاد أكثر من ذلك، ولكني لا أعرف كيف أعمل ساعات عمل طويلة، وأذاكر للدراسات العليا؟ ماذا أفعل؟ وهل أنا متأخر عن شيء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنتفهم شعورك بالقلق والتفكير المستمر، وهو شيء طبيعي عند التفكير في مستقبلك المهني والمالي، الأمور المالية والتخطيط للمستقبل يمكن أن تكون مصادر ضغط كبيرة.

من الناحية النفسية، يبدو أنك تعاني مما يمكن أن يُوصف بالقلق حيال المستقبل، والضغط النفسي؛ بسبب المقارنة مع الآخرين والتوقعات المالية، هذه المشاعر طبيعية، لكن من المهم التعامل معها بشكل يحافظ على صحتك النفسية والجسدية.

بالنسبة للتأخر عن الآخرين، لكل شخص مساره وتوقيته الخاص في الحياة، القرارات المهمة، مثل السفر للعمل أو الدراسات العليا، تحتاج إلى تفكير وتخطيط وتقييم للموارد المالية والشخصية.

إليك بعض النصائح للتعامل مع هذه الحالة:

1. حدد ما هي أهم الأهداف بالنسبة لك، وما يمكن تأجيله، هل السفر أو الدراسات العليا هو الأهم الآن؟ أو هل هناك شيء آخر يجب أن يأخذ الأولوية؟

2. اعمل على وضع خطة مالية، تساعدك على توفير المال للأهداف المستقبلية، قد يكون من المفيد التحدث إلى مستشار مالي، أو استخدام تطبيقات التخطيط المالي.

3. تذكر أن الرزق بيد الله، وأن كل شيء يحدث في وقته المناسب، قال الله تعالى: "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا" (سورة هود، آية 6). وقال عليه الصلاة والسلام: (إن روح القدس نفث في روعي: أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله؛ فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته).

4. العمل الجاد والسعي لتحقيق الأهداف مهمان، لكن التوكل على الله والإيمان بأنه سيوفقك ويسهل أمورك هو الأساس؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز".

بالنسبة للدراسة والعمل في نفس الوقت، يمكن تقسيم الوقت بطريقة تسمح بالتوازن بين العمل والدراسة والراحة، ويمكن أيضًا البحث عن برامج دراسية توفر مرونة أكبر، أو تعلمًا عن بعد.

وإليك بعض النصائح الإضافية:
• ابدأ بوضع قائمة بالأهداف التي ترغب في تحقيقها.
• ضع خطة واقعية قابلة للتنفيذ؛ لتحقيق هذه الأهداف.
• ابدأ باتخاذ خطوات صغيرة نحو تحقيق أهدافك.
• كن صبوراً ومثابراً.
• لا تستسلم بسهولة.
• لا تقارن نفسك بغيرك.
• كن إيجابياً.
• ثق بربك.

أخيرًا: الشعور بأنك متأخر عن الآخرين هو شعور طبيعي، ولكن لكل شخص مساره الخاص، الأهم هو التركيز على ما يمكنك فعله الآن لتحسين وضعك وتحقيق أهدافك.

يسر الله أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً