الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إقناع الفتاة بالقبول برجل مناسب لها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسببت شقيقتي في بعض القلق للأسرة في الفترة الأخيرة، ورغم أنها تتمتع بالكثير من الصفات الجميلة وقد تقدم لها الكثير من الخطاب إلا أن لها ميلاً للارتباط برجال صفاتهم غريبة.

ورغم أن النفس غالباً تميل لاختيار الأفضل إلا أنها على العكس من ذلك، فعندما كان عمرها سبعة عشر عاماً أرادت الزواج من رجل متزوج وله أولاد وأكبر من أبيها سناً، ورفضت الأسرة رغبتها؛ لأن الاختيار كان غير مناسب.

وبعد ذلك أرادت رجلاً آخر على خلق ودين، إلا أنه أعمى فقد بصره نتيجة مرض منذ حوالي سبعة أعوام، ومرة ثالثة أرادت رجلاً من حفظة القرآن يعاني من شلل الأطفال، وميولها واختيارها دائماً بهذا الأسلوب، ولا يلفت نظرها الرجال الأصحاء الكاملون، والكل يرى أن هذه نظرة انهزامية أو غريبة لا نعرف أسبابها، فهل للعامل الوراثي دور؟!

علماً بأن جدتي عاشت مع جدي أربعا وسبعين سنة وهو فاقد لبصره، وكان أكبر من جدتي لدرجة أنه كان في عمر أبيها أو جدها، وكانت جدتي ترعاه، وبعد وفاته رعاها والدي - عليهم جميعاً رحمة الله -، ونحن لا ننشد الكمال، لكننا نريد الحد المعقول من السلبيات، فكيف لنا أن نقنع شقيقتي أن تقبل برجل من سنها أو مناسب لها وأن يكون مقبولاً في سلبياته إلى حد ما؟!

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا لا نجد تفسيرا نفسياً لما تقوم به أختك سوى أنها تود أن تقدم المساعدة للآخرين، وذلك بإبداء وانتهاج المسلك الذي يقودها لأعلى درجات التضحية والإيثار، والوسيلة الوحيدة للوصول لمعرفة دوافعها في طريقة اختيار الزوج هي الحوار معها ومناقشتها بصورة مباشرة، ولا أعتقد أن ذلك يتطلب تدخل مختص نفسي أو مرشد زواجي أو أسري.

وعليه يمكن أن يقوم بهذا الدور أحد أقرب الناس إليها وممن تثق بهم دون جرح مشاعرها والاعتداء على خصوصياتها، ولابد لمن يناقشها أن يكون محايدا ويبتعد تماماً من التأثير عليها في بداية النقاش معها، وذلك حتى تنجلي أفكارها ومقاصدها، وبعد أن تتبين هذه المقاصد يمكن أن تطرح عليها خيارات بديلة إذا شعر محدثها أنها تفتقد المنطق السليم أو الارتباط بالواقع، وإذا اكتشف أن هنالك علة في تفكيرها فهنا سوف يكون من الضروري أن تعرض على أخصائي نفسي.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً