الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاة ترفض والدتها أن تتزوج وتسافر خارج البلد

السؤال

السلام عليكم.
لقد حدثتني امرأة بأن هناك شخصاً يريد أن يخطبني، وهو شخص متدين ويحفظ القرآن، لكنه يريد أن يأخذني معه لإكمال دراسته في الخارج لمدة ثلاث سنوات، وقد أحسست بالراحة تجاهه، لكن المشكلة أني قد خطبت سابقاً فكانت أمي تبكي لأنه في الخارج، وتقول أنها لا تريدني أن أبتعد عنها، فكيف أعمل في هذه المرة؟!

علماً بأني دائماً أتمنى السفر لهذه البلاد حتى أحقق مشروعي الذي أنوي به خدمة الإسلام، وخطابي قليلون، وأنا الآن في سنة التخرج من الجامعة.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ AS حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن ييسر أمرك، وأن يجعل لك من لدنه وليّاً ونصيراً، وأن يمنَّ عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عوناً لك على طاعة الله ورضاه، وأن يرزقك بر أمك وإكرامها وبركة دعائها.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن مدة ثلاث سنوات ليست طويلة، ومن حقك أن تراعي شعور أمك إذا كانت المدة طويلة، ولكن ما دامت المدة قصيرة فأتمنى أن تجتهدي في إقناع أمك ولو أن تدخلي بعض الأطراف للتأثير عليها، خاصة وأن خطَّابك قليلون – كما ذكرتِ – وسبق أن تم خطبتك، وهذا الأخ من فضل الله تعالى متدين ويحفظ القرآن الكريم، فهو بالنسبة لك فرصة قد لا تتكرر.

فاجتهدي في إقناع أمك، وابحثي عن من يؤثر عليها ويؤثر على قرارها سواء كان خال أو عم أو والد أو غيره، حتى ترضى بإذن الله، وأعطيها الضمانات بأن هذه المدة مدة بسيطة ثلاث سنوات وأني سأرجع إليك بإذن الله ولن أتخلى عنك.

وينبغي أن تعلمي أن فكرة الأم في هذه الحالة ليست فكرة شرعية، بمعنى أنه ليس من حق الإنسان أن يمنع ولده لأن يسافر لأي مكان إلا إذا كان في حاجة إليه، والجانب العاطفي شيء والجانب الواقعي شيء آخر، فلو أن أمك مثلاً مريضة وتحتاج إلى من يقوم على عنايتها ورعايتها نقول في هذه الحالة: لا تسافري وتتركي أمك؛ لأن لأمك عليك حقّاً.

وأما كون أنها فقط مجرد عاطفة أو مشاعر فهذه مسائل بإذن الله مخالفتها ليس فيه محذور شرعي كبير، وإنما هو خلاف الأولى، ولكن الأولى أن يطيع الإنسان أمه في حدود استطاعته، ولكن بما أن هذا الخاطب فرصة لك وظروفه طيبة وإمكاناته الحمد لله جيدة ورجل على قدر من الدين ويحفظ القرآن، فهو كما ذكرتُ فرصة ينبغي ألا تضيع، فتجتهدين في إقناع الوالدة، فإن اقتنعت بذلك وتنازلت فبها ونعمت، وإن أصرت على موقفها فاتركي الأمر لله، واقبلي كلام أمك وسيعوضك الله تبارك وتعالى خيراً، واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وإكرامك لأمك بإذن الله لن يضيع سدىً ولن يذهب هباءً، وإنما سيكرمك الله به خيراً قطعاً في الدنيا والآخرة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً