الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما نصيحتكم في خطبة ستطول لمدة 5 سنوات لعدم جاهزيتي؟

السؤال

السلام عليكم.
أنا شاب في الـ (22 من عمري) أحببت فتاة من نفس العمر، وهي طيبة وخلوقة ومتدينة، والمشكلة تتركز في نقطتين:
- أنني ما زلت في السنة النهائية من الكلية ولست جاهزاً بأي شيء للزواج، وبالتالي سيتطلب هذا سنوات عديدة؛ مما يعني أننا سنتزوج على أقل تقدير في سن الـ 27 لكلينا، إلا إذا أراد الله غير ذلك، مع العلم بأنها موافقة على أن تنتظرني مهما طال العمر، وهنا أشعر بأني قد جعلتها بانتظارها لي تفقد سنوات من عمرها قد تكون هي أحلى السنوات في عمر أي فتاة، فهل هذا السن للفتاة يعتبر مناسباً؟ مع العلم أني لا أنظر إلى عامل السن ما دام الحب موجوداً، أنتظر منكم أن تساندوني في هذا الرأي إن كان صواباً.

- هذه النقطة متعلقة بالبنيان الجسدي؛ حيث أنها أطول مني بحوالي 10 سم، ولكني أظل أقول لنفسي: لا يهم، فإنه ليس كثيراً أو ملاحظاً، فأرجو منكم إن كان رأيي صواباً أن تعينونني عليه وتعطوني دفعة للأمام، أو لو غير ذلك فانصحوني بما أفعل.

وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdullah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ننصحكم بعدم الاستعجال في هذا الأمر، وندعوك إلى إشراك الأهل، وإخراج هذه العلاقة إلى العلن لتكون وفق الضوابط الشرعية، لأننا نخشى من تمكن العواطف، وأحسب أن هناك أطرافاً لها تأثيرها الكبير، فكيف نعرف موافقة أهلها وأهلك، وحتى إذا وافقوا كيف ستكون العلاقة؟ لأن الفتاة أجنبية عنك، ونحن لا نؤيد طول فترة الخطبة لأنها ليست في مصلحة أحد، ونقترح عليك مشاورة أهلك أولاً، وعليها أن تعرض الأمر على أهلها.

ونحن نقول هذا الكلام لأننا نعرف نفسيات الآباء والأمهات، وكيف أنهم يضعون آمالهم بعد الله على أبنائهم، ومن حبهم لهم أنهم يختارون لهم من سيكمل معهم مشوار الحياة، فإذا فاجأناهم باختيار شريك دون علمهم كان الرد في الغالب هو الرفض والعناد، وعندها تحصل الندامة والحسرات.

ومن هنا فنحن نقول: إن الحب الحقيقي الحلال يبدأ بالرباط الشرعي ويزداد بالتعاون على البر والتقوى ثباتاً ورسوخاً، وأي مشاعر حب لا تحتكم لآداب الشرع وأحكامه تعتبر وبالاً على أهلها: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))[النور:63].

وإذا كنا ندعو للزواج المبكر فإننا نقول: لا بد من إخبار الأهل وطلب مساعدتهم وهم بالطبع يمكن أن يساعدوا إذا وجدت الإمكانات وتفهموا حاجة أبنائهم وبناتهم للعفاف، وبناءً على ما سبق فإننا نكرر دعوتنا بوضع الأهل في الصورة.

أما بالنسبة لمسألة الطول والقصر فلا علاقة لها بمسألة السعادة الزوجية إذا وجد التفاهم وحصل الاحتكام للشرع الحنيف.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن يكون مسعاكم لطلب الحلال موافقاً لشريعة الكبير المتعال.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً