الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معرفة الله في الرخاء

السؤال

من يعرف الله في الرخاء يعرفه في الشدة، كيف أعرف ربي في الرخاء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فشكر الله لك حرصك على التعرف على الوسائل التي تقربك من الله تعالى، ونسأل الله تعالى أن ييسر لك أسباب رضاه، ويجعلك من عباده المقبولين عنده المحبوبين إليه، إنه جواد كريم.

والمقولة التي ذكرتها -أيها الحبيب- ورد في معناها حديث صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال فيه: (تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة) صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير.

وهذا حديث عظيم بيَّن لنا فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- الطريق الذي نزيل به الشدائد والمكاره عن أنفسنا في الدنيا والآخرة، وذلك بأن نتوجه إلى الخالق سبحانه القادر على كل شيء المتصرف في كل شيء، المدبر لكل شيء، فهو وحده سبحانه القادر على كشف الكربة وإزالة الهم، فنتوجه إليه فندعوه ونسأله أن يكشف عنا ما نزل بنا من شدائد فيفرجها سبحانه.

ولكن النبي -صلى الله عليه وسلم- دلنا في هذا الحديث على السبب الذي يستدعي إجابة الله لنا ورحمته بنا وقت الشدة فيرفعها عنا، وهذا السبب هو أن نتعرف إليه سبحانه في حال الرخاء، أي في حال الصحة والأمن وسعة العيش، فما معنى التعرف إليه سبحانه حال الرخاء؟

معنى ذلك -أخي الحبيب- أن يؤدي الإنسان حقوق الله تعالى ويحفظ حدوده في حال الرخاء، فيتقرب إلى الله بأداء الواجبات كالصلاة والصيام والزكاة والحج وصلة الرحم وصدق الحديث والوفاء بالعهود وحفظ الأمانات والعقود، والقيام بالحقوق الواجبة للخلق كبر الوالدين وأداء حقوق الزوجة والأولاد وغير ذلك من الواجبات التي أوجبها الله عليه، وكذلك يتجنب المحرمات كالزنا والسرقة والظلم وشرب الخمر وغيرها من المحرمات.

فإذا فعل الإنسان هذا في حال رخائه صار معروفاً عند الله تعالى بالخير والصلاح، فإذا وقع في الشدة يوماً من الأيام كشف الله عنه الشدة وفرَّج عنه الهم بسبب ما كان يتعرف به إلى ربه في حال الرخاء.

فوصيتنا -أخي الحبيب- أن تجتهد في القيام بما أوجب الله عليك، وتجتنب ما حرم الله عليك، وسترى أثر ذلك في حياتك كلها سعادة وطمأنينة وهدوءاً وسكوناً، وهي الحياة الطيبة التي وعد الله تعالى بها من آمن وعمل صالحاً، فقال سبحانه: (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[النحل:97].

وفقك الله لكل خير ويسر أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً