الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاة تقدم لها شاب ملتزم ولكن والده يتعاطى المخدرات

السؤال

تقدم لي شخص ذو خلق، ومتدين وملتزم ويصلي بانتظام، ولكن والده يشرب مخدرات، فهل أقبله أم أرفضه لسوء خلق والده؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hanaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

إن الله سبحانه يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، (( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ))[الأنعام:164]، وعكرمة بن أبي جهل صحابي جليل، وعبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول من المتقين مع أن والده كان رأساً للمنافقين، والعبرة بصلاح الولد، ولن يضرك عصيان والده إذا كان الولد متقياً لربه، فلا تترددي في القبول به إذا كان صاحب دين وأخلاق ووجدت في نفسك ميلاً إليه، فإن (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

لا يخفى عليك أن المسلمة إذا تحيرت في مسألة فإنها تستخير ربها ثم تشاور أخواتها والعقلاء من محارمها، ثم تتوكل على ربها جل وعلا، كما أن لأرحامك دوراً في التأكد من صلاح الرجل وقدرته على تحمل المسئولية، والرجال أعرف بالرجال.

هذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ونتمنى أن يجتهد الشاب في النصح لوالده والحرص على بره؛ لأن في توبته وصلاحه خير كثير.

أرجو أن تعلم كل فتاة أن جلوسها عند أهلها سوف يطول إذا انتظرت رجلاً لا عيب فيه ولا في أهله، كما أن المرأة لا يمكن أن تكون خالية من العيوب، وقد يوجد في أهلها أهل معاصٍ وذنوب، ولكن العبرة بصلاح الشخص نفسه، وطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته، ومن الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط؟!

نسأل الله الهداية للجميع، ونسأله سبحانه أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً