الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم كتابة اسم الحاج على بيته بعد عودته

السؤال

ما حكم كتابة اسم الحاج وسنة حجه وأنه حج بيت الله الحرام وذلك على منزله بعد تأدية فريضة الحج وأثناء عودته وهذه عادة بلادنا فأفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا العمل غير مشروع لما فيه من حب اطلاع الناس على العمل الصالح الذي قام به هذا الرجل، وإذا كان الشخص قد أدى فريضة الحج خالصة لوجه الله تعالى ثم بعد ذلك قام بكتابة ما ذكرت على بيته يريد بذلك السمعة فإن عمله لا يبطل؛ لأن الخلاف إنما وقع بين العلماء فيما لو طرأ قصد الرياء أو السمعة أثناء العمل، قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: وأما إن كان أصل العمل لله، ثم طرأت عليه نية الرياء، فإن كان خاطراً ودفعه فلا يضره بغير خلاف، وإن استرسل معه، فهل يحبط عمله أم لا يضره ذلك ويجازى على أصل نيته؟ في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف قد حكاه الإمام أحمد وابن جرير الطبري ورجحا أن عمله لا يبطل بذلك، وأنه يجازى بنيته الأولى، وهو مروي عن الحسن البصري وغيره.

ويستدل لهذا القول بما خرجه أبو داود في (مراسيله) عن عطاء الخراساني: أن رجلا قال: يا رسول الله؛ إن بني سلمة كلهم يقاتل، فمنهم من يقاتل للدنيا، ومنهم من يقاتل نجدة، ومنهم من يقاتل ابتغاء وجه الله، فأيهم الشهيد؟ قال: كلهم إذا كان أصل أمره أن تكون كلمة الله هي العليا.

وذكر ابن جرير أن هذا الاختلاف إنما هو في عمل يرتبط آخره بأوله، كالصلاة والصيام والحج، فأما ما لا ارتباط فيه كالقراءة والذكر وإنفاق المال ونشر العلم، فإنه ينقطع بنية الرياء الطارئة عليه، ويحتاج إلى تجديد نيةٍ. انتهى.

ولذا ننصح بعدم الإقدام على ما ذكرت؛ إذ الأصل استحباب إخفاء الطاعة حرصاً على الإخلاص فيها لله تعالى ما لم توجد مصلحة راجحة لإظهارها، كما بينا في الفتوى رقم: 45698.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني