الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثواب من ذهب بصره بالكلية

السؤال

يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر, عوضته منهما الجنة.و سؤالي: هل يدخل ضمن هذا الحديث من صبر على إصابته بمرض مزمن في عينيه تسبب في ضعف تدريجي في البصر مما يضطره إلى العلاج المستمر ( مع استخدام الليزر ) علما أن هذا المرض المزمن قد يكون سببا للفقدان الكلي للبصر, عافانا الله...........

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث المذكور قد ورد بروايات كثيرة، منها التي أوردتها أنت: إذا إبتليت عبدي بحبيبتيه فصبر, عوضته منهما الجنة.

ومنها ما كان بلفظ: أذهبت، مثل: من أذهبت كريمتيه ثم صبر واحتسب كان ثوابه الجنة.

ومن أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة.

ومنها ما كان بلفظ: سلبت، نحو: إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرض له ثوابا دون الجنة إذا حمدني عليهما.

ومنها ما كان بلفظ: أخذت، نحو: من أخذت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة.

ومنها ما كان بلفظ: قبضت، مثل: إذا قبضت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرض له ثوابا دون الجنة.

فعلم من جميع هذه الروايات أن الابتلاء المقصود في الحديث هو ذهاب البصر، وليس مجرد الإصابة بمرض مزمن.

وعلى أية حال، فإن من أصيب بمرض في عينيه، وصبر على ذلك فإنه داخل في عموم أحاديث الابتلاء، التي منها ما في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني