الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة بين الأبناء والآباء في الجنة

السؤال

هل يوجد في الجنة علاقة الآباء بالأبناء كما كانوا عليها في الدنيا، علماً بأنه ثبت في الصحيحين أن أعمار أهل الجنه 33 جميعاً؟ شكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فصحيح أن أهل الجنة يدخلونها وهم أبناء ثلاث وثلاثين سنة، لا تفاوت بينهم في السن، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مردا مكحلين بني ثلاث وثلاثين. رواه الترمذي، وقال عنه الشيخ الألباني: صحيح لغيره. ولكن هذا لا يتعارض مع وجود علاقة في الجنة بين الآباء والأبناء، فقد قال الله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ {الطور:21}، قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: يخبر تعالى عن فضله وكرمه وامتنانه ولطفه بخلقه وإحسانه، أن المؤمنين إذا اتبعتهم ذرياتهم بالإيمان، يلحقهم بآبائهم في المنزلة، وإن لم يبلغوا عملهم لتقر أعين الآباء بالأبناء عندهم في منازلهم، فيجمع بينهم على أحسن الوجوه، بأن يرفع الناقص العمل بكامل العمل، ولا ينقص ذلك من عمله ومنزلته للتساوي بينه وبين ذاك. تفسير ابن كثير 4/306.

ومن هذا يتبين لك وجود العلاقة التي تسأل عنها وليس من اللازم أن تكون مثل العلاقة التي كانت بينهم في الدنيا، لأن الآخرة مختلفة تمام الاختلاف عن الدنيا، فلا تحاسد فيها ولا تباغض ولا أحقاد ولا فقر ولا مرض... وإنما سعادة وسرور ولذة لا انقطاع لشيء منها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني