الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطريقة المثلى للحفاظ على الدين والعرض

السؤال

أنا سيدة متزوجة منذ سنتين. مشكلتي تكمن في ابتعادي عن الله، لا أواظب على الصلاة، لا أقضي أيام الصيام التي أفطرتها بموجب شرعي، أريد لبس الحجاب و لكني أتردد، والأدهى أني أمارس العادة السرية عندما أشعر بالرغبة وزوجي ليس بجانبي مع أني سألقاه في نهاية اليوم.أرجوكم ساعدوني لكي أمشي في الطريق المستقيم،لا أريد أن أموت وأنا على هاته الحالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نبشرك أن الله تعالى تواب رحيم، يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، فمن أناب إليه صادقا في توبته وإنابته أعانه على الهداية؛ كما قال تعالى: اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ {الشورى:13} .

فعليك أن تحملي نفسك على المواظبة على الصلاة في وقتها وتذكري ما فيها من الأجر العظيم فهي عون لك على تحقيق طموحاتك وقضاء حاجاتك؛ كما قال تعالى: وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ {البقرة:45}

وهي عون على تكفير السيئات؛ كما في الحديث: ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله. رواه مسلم

وأما الحجاب فهو الوسيلة الفضلى لحفظ عرضك وعرض عيالك وسلامتك من التعرض للمخاطر الدنيوية والأخروية، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع النساء على عدم التبرج، فقد جاءته أميمة بنت رقيقة تبايعه على الإسلام فقال: أبايعك على ألا تشركي بالله شيئا، ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك ولا تنوحي ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى. رواه أحمد وصححه أحمد شاكر والأرناؤوط

وأما قضاء الصوم فواجب ويمكن أن تستفيدي من وقت الشتاء حيث يكون النهار قصيرا وباردا فبادري بقضاء ما عليك قبل أن يبغتك الموت وأنت مفرطة في بعض أركان الإسلام، واشغلي نفسك عن العادة السيئة، واستعفي بما أعطاك الله من الحلال فمتعتك بزوجك تنالين بها أجرا، كما في الحديث: وفي بضع أحدكم صدقة. رواه مسلم.

فاشغلي وقتك بمطالعة نصوص الوحيين وما فيهما من الترغيب والترهيب وقصص الأنبياء وأحوال القيامة، واتخذي صحبة صالحة من الصديقات الملتزمات لعلك بمجالستهن وصحبتهن تكون قدرتك على الالتزام والتقوى أقوى، وأكثري من سؤال الله الهداية، وواظبي على الأذكار المأثورة، وأكثري من هذين الدعاءين (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) و(اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي وبصري وقلبي وعيني).

وراجعي الفتاوى التالية أرقامها واعملي بما فيها : 72509، 40144، 62008، 70322، 96816، 76495، 76270.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني