الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل نافعة للتخلص من الشيطان والعادة السرية

السؤال

أعرف أحدا ممن ابتلاهم الله بممارسة العادة السرية ، وهو يتوب منها كل مرة ولكن يعود إليها في كل مرة أيضا ، ولم أعرف عنه ذلك إلا لأنه سألني سؤالا في غاية الخطورة وهو أنه أثناء ممارسته لتلك العادة الخبيثة أصبح يزين الشيطان له بأنه يمارس العادة مع الله عز و جل ولكنه يستغفر الله عز و جل في نفس اللحظة ويبكي بكاء شديدا، ويقرر ألا يعود ولكن بدون فائدة ، فسألني ماذا يفعل خصوصا وأنه أصبح يرى نفسه كافرا وفي الدرك الأسفل من النار، وأن لا توبة له علما بأنه سليم ولا يعاني من أي أمراض جسدية أومرضية .
أفيدونا أفادكم الله تبارك و تعالى ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الشيطان يجر العبد للشر من خطوة إلى خطوة، فيظل مواصلا في اتباع الهوى حتى يصل للفواحش والكبائر، ثم يصل للكفر نعوذ بالله فقد قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور: 21 } وعلى هذا الرجل أن يتوب إلى الله تعالى توبة صادقة، وأن يبتعد عن العادة السرية وعن هذا التفكير الخبيث ، وأن يحذر من الانجرار وراء ما يزينه الشيطان، ويحرص على ما أمكن من الوسائل التي تساعده على التوبة، فإن استطاع مؤنة الزواج فليبادر به وإن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه أدفع للشهوة وأقطع لشرها، وليحمل نفسه على العفة ويشغل نفسه فيملأ وقته وطاقته ببرامج دراسية أو رياضية مباحة نافعة، وليكثر من النظر والمطالعة في كتب الترغيب والترهيب، ويقرأ عن أهوال القيامة ونعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار، فإن الصوم ومطالعة الترغيب والترهيب واستشعار وتذكر أحوال القيامة من أعظم ما يقمع شهوات الإنسان ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء .

وفي الحديث : لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله . رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي .

وليعلم أن المسلم إذا تاب إلى الله توبة صادقة فإن الله يغفر له ما صدر منه من الذنوب فإن الله رحيم بعباده يقبل توبة التائبين قال الله تعالى : وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى: 15 } وقال الله تعالى : قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر : 53 } وقال الله في الحديث القدسي : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي . رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه . وقال صلى الله عليه وسلم : التائب من الذنب كمن لا ذنب له . رواه ابن ماجه .

وليراجع فيما يساعد على التخلص من إغواء الشيطان ومن العادة السرية الفتوى رقم : 33860 ، والفتوى رقم : 52421 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني