الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهبة في حال الصحة وحال مرض الموت

السؤال

سؤالي رجل بلغ من العمر أكثر من سبعين عاماً مرض مرضاً يرجى منه الشفاء وكان له ابن أخ أتى به إلى بيته وقام على خدمته وكان له أموال بالبنك فطلب من ابن أخيه أن يأتي بالمال من البنك قال له اشتر منها لك شقة واعتبر باقي المال مالك ، ثم مات هذا الرجل، هذا الرجل له أخ حي وليس له أي فرع وارث ثان نريد أن نعرف هل الأخ له في هذا المال حق لأن ابن الأخ يقول إن هذا المال مالي قد وهبه لي عمي ... وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا أقام ابن الأخ بينة وليس مجرد دعوى على أن عمه قد وهب له المال في حياته وفي مرضه غير المخوف، فالمال صار مالا لابن أخي المتوفى، وليس لأخي المتوفى حق فيه لأنه انتقل من أخيه المتوفى إلى ابن أخيه بهبة صحيحة نافذة، وأما إذا لم يقم ابن الأخ ببينة على دعواه فالمال يعتبر تركة للميت بناء على الأصل ويرثه عنه أخوه إن لم يكن له وارث غيره، ويبقى احتمال ثالث وهو أن يقيم ابن الأخ بينة على أن عمه المتوفى قد وهبه المال في مرضه المخوف المتصل بالموت فيعطى ابن الأخ حينئذ ثلث التركة لأن الهبة في مرض الموت تأخذ حكم الوصية؛ كما نص عليه الفقهاء. قال ابن قدامة في المغني: وإن كان في مرض مخوف اتصل به الموت فهي من ثلث المال في قول جمهور العلماء. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني