الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماهية واسم الأرض التي يحشر إليها الناس ويحاسبون عليها

السؤال

ما هي الأرض التي سيحاسب فيها الناس يوم الحساب؟ وما اسمها؟ فقد سمعت من البعض أنها بيضاء ولم يسكنها أحد من قبل. وكيف سيكون يوم الحساب؟.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الأرض التي يحشر إليها الناس ويحاسبون عليها أرض بيضاء مستوية.. تسمى الساهرة، وحساب الناس يكون على أعمالهم في الدنيا؛ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأرض التي يحشر الناس إليها ويحاسبون عليها هي: الساهرة، وهي التي قال الله عنها.. فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ {النازعـات:13-14}.

قال القرطبي: فإنما هي نفخة واحدة.. فإذا هم أي الخلائق أجمعون بالساهرة أي على وجه الأرض، بعد ما كانوا في بطنها. ثم قال: والساهرة قيل هي: أرض جددها الله يوم القيامة. وقيل: الساهرة اسم الأرض السابعة يأتي بها الله تعالى فيحاسب عليها الخلائق، وذلك حين تبدل الأرض غير الأرض. وقال الثوري: الساهرة: أرض الشام. اهـ

وفي شعب الإيمان أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي، و في رواية: كالقرصة النقي ليس فيها لأحد علم.

وأما صفة الحشر فقد قال الله عز و جل عنها: يَوْمَ نَحْشُرُ المُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا * وَنَسُوقُ المُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا {مريم:85-86}.

والحساب يكون على الأعمال وبحسبها كما قال تعالى: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا {الانشقاق: 7-9}. وقال تعالى: وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ {الحاقة:25-26} .

وللمزيد انظر الفتاوى:31357، 59209، 104094، 23148، 48078.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني