الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المسلم يرجو رحمة ربه واليأس منها من كبائر الذنوب

السؤال

أنا شاب في السابعة عشر من عمري اسمي عزيز.أنا مغربي مشكلتي أني ارتكبت ذنوبا لا تحصى وهي من الكبائر إني شاب عاقل نشأت تحت ظل القرآن ,عندما كان عندي 12 سنة سجلت نفسي في دار القرآن وكنت أحفظه عن ظهر قلب, لقد أنعم علي الله تعالى بالتفوق في كل شيء حتى أني أؤمن بالله بكل جوارحي إيمانا أراه قد انقرض في هذا العصر,لقد كنت الأول في جميع المسابقات القرآنية وقد صليت بالناس التراويح لكني وللأسف قد استطاع الشيطان أن يغرني فقد أصبحت في تلك الأوقات أرتكب آثام الشياطين فكنت أمارس العادة السرية بكثرة حتى أنه قد غرتني نفسي بممارستها في المسجد والتبول فيه وليس هذا فحسب لقد سرقت بيت الله وإني أبكي الدم ليسامحني تعالى, كان في المسجد الذي أحفظ فيه القرآن صندوق للتبرع فغرني الشيطان حتى سرقت المال الذي به حتى أني كلما احتجت إلى المال سرقت مال بيت الله أنا متأكد سيدي الشيخ أني ملعون والله سيعذبني يوم القيامة لأني عندما قرأت سورة البقرة وجدت الآية التالية- ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم- هذا ليس كل خطاياي يا سيدي الشيخ لقد أصبحت مدمنا على العادة السرية حتى أني كدت أغتصب ابنة عمي فكنت أمارس العادة السرية اللعينة في أسطح منزلنا وقد رأوني بعض الناس بالإضافة إلى ذلك والداي علما بما أفعل وأمي قد رأتني. عندما قلت لك يا سيدي الشيخ أني سأعذب يوم القيامة فإني متأكد من ذلك والآية تؤكد ذلك فقد أصابني حب الشباب بكثرة في وجهي وأصبحت أشمئز منه بعدما كنت جميل المظهر بالقرآن أصبحت بشعا والناس ينفرون مني وأنا أثير التقزز.لقد تأكدت أن الله مسخني وهذا هو الخزي في الحياة الدنيا. لقد كنت أشك في نفسي يا سيدي الشيخ أني ممسوس فكنت أقرأ القرآن وكتب صرع الجن والعلاج بالقرآن حتى أداوي نفسي لكن ولا جدوى فعذاب الله أكبر من أن أداويه أنا, على كل حال فإني ألتمس إلى الله أن يسامحني ويطهرني من ذنبي العظيم وألتمس منك سيدي الشيخ أن تجد لي حلا فإني أود وبإصرار أن أكون ممن تاب عليهم الله وأظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله. قد تقول لي يا سيدي الشيخ عد إلى الله فإن رحمته وسعت كل شيء إلا الشرك وتأتي بالآيات من كتاب الله عز و جل فإني قد عدت إلى الله لكن شهوتي الجنسية أرادت العكس فإني لم أقدر على الصبر والتخلص من العادة السرية فكنت كما لو أني أستهزئ بالله بصلاتي وأنا أصلي سأمارس العادة السرية؟ إن هذا لخزي إني أحس أنني من أبشع خلق الله بعدما كنت من أروع الخلق في الصغر بالصلاة والذكر والدعاء أصبحت ملعونا وينتظرني عذاب في الآخرة, إني لا أستطيع أن اصدق مصيري فكيفما فعلت فإني أأذي الله بذنوبي والحياة تمضي بسرعة وما هي إلا رمشة عين حتى أجد نفسي أعذب في القبر وبعدها في النار إني لا أريد هذا المصير أرجوك يا سيدي الشيخ أن تدعو الله أن يهديني إلى الصراط المستقيم ويهدي الجن الذي يسكنني هذا إن كنت ممسوسا ويسامحني تعالى ويطهرني رغم أن هذا ليس مقبولا والمفروض أنه أنا الذي يجب أن يستغفر لنفسه لهذا فإني أنتظرك يا سيدي الشيخ أن تجد لي حلا وفي أسرع وقت فإنك أنت الوحيد الذي أنتظر حله وإنني خلال ذلك ألوذ إلى الله بالدعاء والذكر أن يغسلني من الخطايا والمعاصي فإن الله عز وجل قد مسخني بشتى العيوب في جسدي أرجوك يا سيدي الشيخ أن تجيبني .

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

فإنك على خير ما دمت لك ضمير يؤنبك فبادر إلى التوبة وأحسن الظن بالله وعليك بكثرة الدعاء والحرص على مصاحبة الأخيار والزواج إن أمكن أو الصوم إن لم تستطع، ونحو ذلك مما يعينك على الثبات على الحق، وإذا غلب على ظنك أنك مصاب بشيء من المس أو العين ونحوهما فلترق نفسك بالرقية الشرعية.

واعلم أن من تمام التوبة من السرقة رد المسروق إلى صاحبه أو إلى مكانه وهو هنا صندوق المسجد، وعليك بمراجعة أهل الاختصاص بخصوص ما تعاني بسبب حب الشباب الذي في وجهك

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل المولى تبارك وتعالى أن يتوب عليك وأن يردك إلى جادة الصواب وأن يطهرك من ذنوبك إنه سميع مجيب.

واعلم أنك على خير ما دمت صاحب ضمير حي يؤنبك على ما اقترفت من الذنوب والمعاصي، ولا يجوز لك أن توقع نفسك في اليأس من رحمة الله تعالى فتزداد ذنوبا إلى ذنوبك، فإن هذا اليأس من كبائر الذنوب. وإحسان الظن بالله تعالى أمر مطلوب شرعا فاجتهد في أن تبعد عن قلبك ما رددت من كلمات كقولك إنك أصبحت ملعونا أو أنك ممسوخ ونحو ذلك.

فعليك بالمبادرة إلى التوبة الصادقة مع الإكثار من دعاء الله تعالى أن يوفقك وأن يثبتك، وعليك أن تلزم كل وسيلة يمكن أن تعينك في الثبات على الحق، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم:105989 ، ونرجو أن تستفيد من الفتاوى المحال عليها فيها فإذا سرت على هذا النهج كنت بإذن الله ممن تاب الله عليهم وممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

وإذا غلب على ظنك أنك مصاب بشيء من المس أو العين ونحوهما فارق نفسك بالرقية الشرعية وهو الأفضل، ويمكنك أن تستعين ببعض أهل الاستقامة ليرقيك.

وننبهك في ختام هذا الجواب إلى أمور:

الأول: أن من تمام توبتك من أمر سرقة مال المسجد أن تقوم برد هذا المال لصندوق التبرعات بالمسجد.

الثاني: أن علاج ما أصابك في وجهك مما يسمى بحب الشباب ميسور بإذن الله، فعليك بمراجعة الاختصاصيين من الأطباء.

الثالث: بادر إلى الزواج لتعف نفسك فإن لم يمكنك ذلك فعليك بالصوم عملا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني