الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وطئها قبل الدخول ثم طلقها وتكتما الأمر فهل يأثم

السؤال

أرجو بيان الرأي الشرعي ونصائحكم حول المشكلة التالية: تقدم شاب لخطبة فتاة ومن ثم تم القبول ثم بعد ذلك تم العقد بالشكل الصحيح عليها وقد أقام حفلة خطبة عند ذلك, وبمرور الوقت وفي يوم من الأيام وبينما كان المخطوبان (زوجته على اعتبار إتمام العقد ولكن قبل حفلة الزفاف المتعارف عليها بين الناس) في خلوة وتحت ضغط العزيمة ومظنة أنهما سيبلغا ما بعد الزفاف تم بينهما الدخول, إلا أنه وللأسف حدثت مشاكل بعد ذلك وتراكمت وكانت نهايتها الطلاق مع إصرار أهل الفتاة على ذلك مع أنهم لا يعلمون ما قد حصل بين الشاب وابنتهم وعند إتمام إجراءات الطلاق لدى القاضي لم يتم الإفصاح عن هذا الموضوع حيث طلبت الفتاة من الشاب إخفاء هذا الموضوع وبإصرار شديد, خوفا من أهلها وخوفا عليهم... وخوفا من أن ينظر إليها أي شخص بنظرة اللوم أو أي نظرة أخرى حتى ولو كانوا إخوتها أو أهلها.. وأنها لا تريد العيش بقية حياتها تحت طائلة اللوم أو تحت نظرة الخطيئة.. والله أعلموبعد ذلك تلقى الشاب تهديدات عديدة من الفتاة أنه لو أخبر أهلها أو حاول ذلك سوف تقوم الفتاة بإيذاء أو قتل نفسها أو حتى تقوم بالهرب من بيت أهلها.. بالإضافة إلى تهديدات عديدة.. بإيذاء الشاب نفسه.. وأنها ستسامحه بكل حقوقها المترتبة على ذلك شرط أن يبقى الموضوع سراً ولا يظهر للعيان... مع العلم بأنه لم يدفع سوى نصف المهر عند الطلاق وأنه يستحق لها كامل مهرها.. وقد حاول تكرارا أن يعود ويخطب الفتاة من جديد إلا أن أهل الفتاة يرفضون وبشدة ويعتقدون أنه يعاني من حالة عاطفية ليس إلا وستزول مع الوقت، وأن الحل الأنسب هو في بعده عنهم ولم يتم أي تفاهم بينهم ويرفضون ذلك وبشدة.. ومع مرور الوقت يشعر الشاب بالندم والقلق لما حصل ولما سيحصل لو بقي الموضوع مخفيا.. ولم يجد شخصا من عائلتها لكي يستطيع التفاهم معه وإخباره بما حصل حتى يستطيعوا الوصول إلى حل.. إن كان هنالك حل، دون أن يسبب ذلك الحل الأذى لهم أو لمن حولهم أو حتى للفتاة نفسها.. أو حتى لأشخاص لم يولدوا بعد وما زالوا في بطون أمهاتهم.. فهل الأفضل أن يبقى الموضوع سراً، ويبقى الحال كما هو.. وهل خوف الفتاة من أهلها مبرر كاف لإخفاء مثل هذا الموضوع.. وكيف سيخبرهم بهذا الموضوع دون أن يسبب لهم الأذىخصوصا أن لها أبا يعاني من بعض الأمراض التي قد تؤثر عليه.. وهل إخبارهم أفضل من السكوت أم العكس.. خصوصا أن أهل الشاب يريدون منه الزواج بفتاة أخرى وأن يبدأ حياته من جديد (لكنهم أيضا لا يعلمون بما قد حصل معه في الماضي).. وهل إذا سبقني الموت قبل أن أجد حلا لهذا الموضوع, هل سأتمنى أن أرجع إلى هذه الدنيا حتى أعمل صالحا فيما تركت.. وهل أنا واقع في ضلالة أفعالي.. وهل هناك حقوق مترتبة علي وعلى ما حصل، فأفيدونا جزاكم الله خيراً بالرأي الشرعي بما قام به الشاب وما هو الحل الأنسب برأيكم حيث إن الوقت يمر دون وجود حل، وما هي نصائحكم حول هذا الموضوع؟ ولكم جزيل الشكر وجزاكم الله كل خير... مستذكراً قول الله تعالى (إلا من تاب وآمن وعمل صالحا) صدق الله العظيم.. وقوله تعالى (كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه).

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي ينبغي أن يعلمه هو أنه لا حرج عليه فيما كان، لأن الفتاة صارت زوجته بمجرد العقد فيباح له منها ما يباح للرجل من زوجته، لكن كان الأولى لهما مراعاة العرف وعدم الدخول تفادياً للحرج وقالة السوء، أما وقد كان ما كان فلا إثم عليهما، وبالدخول تستحق المرأة كامل المهر، وعليها العدة بعد الطلاق، لكن ما دامت قد تنازلت عن النصف وأبرأت الزوج منه فلا حرج عليه، لأن ذلك حقها فلها أخذه والمطالبة به أو تركه.

ولا ينبغي أن تخبر أهلها بما حصل إذا كان يترتب عليه مكروه عليك أو عليها ولا حاجة إلى الإخبار به ما دام لا يترتب عليه شيء، وإن احتاجت هي إلى إقرارك بالدخول بها في فترة الخطوبة، لتنفي عن نفسها ما قد تتهم به لكونها ليست بكراً، فيجب عليك ذلك، وما لم تطلبه منك فلا حرج، وينبغي أن تبحث عن غيرها من ذوات الخلق والدين ما دام أهلها لا يرضون إجابتك وقبول زواجك بها ثانية.

وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2940، 13450، 31246 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني