الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الوسوسة والشك في وجود الخالق سبحانه

السؤال

أشكركم على المجهود المبذول في تقوية ديننا ومن خلال هذا الموقع..
لدي مشكلة وأرجو حلها وهي ذات يوم جلست أشاهد برنامجا يتحدث فيه عن الإلحاد وكان هناك حوار مع ملحد عربي، وعندما سأل الشيخ هذا الولد أو الشاب عن سبب إلحاده قال إن هناك عدة أسباب: أولها الشك وبعدها توالت الأسباب بعد أن انتهت الحلقه أصابني خوف غريب لا أعرف من أين أتى وبدأت نفسي تضيق أشعر بكآبه بل في بعض الأحيان نفسي تحدث وتخبرني بأني غير مؤمنة وبدأت توسوس وتشككني في وجود الله، ولكن مؤمنة بالله وبعدها قمت بقراءة دعاء الوسواس وشعرت براحة وبدأت أسمع القرآن من جديد، ولكن في بعض الأحيان عندما أسمع يصيبني خوف وعندما يتحدثون عن أشياء تتعلق بالله عز وجل ينتابني خوف بل عندما أجلس لوحدي تبدأ تتوالد لدي أفكار غريبه تشككني في إيماني، ولكن أخاف الله وكنت أدعو في صلاتي بدعاء أن يثبت ديني وعندما أصلي وأدعو أشعر براحة وقوة إيمان وفي بعض الأوقات عندما أقرأ عن بعض الملحدين أخاف أن أكون واحدة منهم، أنا يا أهل الذكر أخاف أن أكون قد عصيت وخرجت عن دين الله وأصبحت ملحدة والعياذ بالله، لقد كنت أقدم الأشياء في الدين ولكن أتردد خوفا من أني أنافق الله، أنا مؤمنة ومتقية ولا أشرك بالله، ولكن ما أعرف من أين يأتيني هذا الوسواس الغريب، السؤال هل يعتبر هذا الشعور بأني خرجت عن الدين وعصيت الله لأني أعتقد أن هذا الخوف الذي أصابني هو شعور النفس أو اعتقادها بأني عصيت الله ودخلت في سياق الملحدين والعياذ بالله، فأرجوكم ساعدوني مع أني والله لدي إيمان بالله وأخافه، أنا خايفة أن أكون قد عصيت الله، هذه مشكلة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالجواب من عدة وجوه:

الوجه الأول: علاج الوسواس ذكر الله وقهره وعدم الاسترسال معه، وقد ذكرت الأخت السائلة أنها تطمئن نفساً إذا قرأت الكتاب العزيز أو دخلت في صلاة أو دعاء، وهذا دليل التوفيق ودليل الإيمان، واطمئنان النفس بالله تعالى دليل على إيمان صاحبها لا كفره أو فسوقه، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}، وقال واصفاً حال أهل الإيمان مع القرآن: تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ {الزمر:23}، وقال تعالى عن حال غير أهل الإيمان: وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ {الزمر:45}، فهذه الآيات نصوص دالة على آية الإيمان وصدقه وتمكنه من القلب.

الوجه الثاني: ما جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث أبي هريرة: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال وقد وجدتموه، قالوا نعم، قال: ذاك صريح الإيمان..

الوجه الثالث: مما سبق يتبين الجواب على إشكال الأخت واستفسارها، وحاصله أن ما تشعر به من إيهام داخلي أنها خارجة من الدين ونحو ذلك لا يضرها شيئاً وهو من كيد الشيطان فلتستعذ بالله وتلزم عروته وسيكفيها ذلك ربها.

وتراجع الفتوى رقم: 128213.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني