الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبل الابتعاد عن الاستمناء

السؤال

أولا أحب أن أشيد بموقعكم الرائع الذي أفاد المسلمين كثيراً.. وأدعو من الله أن يغفر لمن يقوم على هذا الموقع وأن يجزيه الله عن المسلمين خير جزاء... أما بالنسبة لي فلدي عدة أسئلة أحببت أن تجيبوني عنها بأقصى وقت ممكن إن شاء الله.
السؤال الأول: أنا شاب أبلغ من العمر 21 عاما ابتليت قبل خمس سنوات بفعل اللواط.. ومارست هذا الفعل الشنيع قرابة الأربع سنوات.. وكان ذلك بسبب جهلي أولا.. وثانياً بسبب رفقاء السوء.. ولكن بفضل من الله سبحانه وتعالى أقلعت عن هذا الذنب وتبت إلى الله التوبة النصوح عسى الله أن يتقبلها مني.. وتركت الرفقة السيئة.. والتحقت بحلقة لتحفيظ القرآن الكريم ولله الحمد التزمت... وأقلعت عن كثير من الذنوب التي كنت أمارسها والتي كانت معصية اللواط جملة منها.. ولكن المشكلة التي أقلقتني هي العادة السرية.. التي فعلت المستحيل من أجل الخلاص منها ولكن دون جدوى.. مع أني أغض بصري عن الحرام وأبتعد عن مواقع الحرام.. ولكن آثار معصية اللواط مازالت في قلبي.. وهي التي تثير من شهوتي.. ولكن أسيطر عليها بالعادة السرية... الآن أريد من فضيلتكم ما حكم العادة السرية في تلك الحالة.. علما بأن كثيرا من المشايخ اختلفوا في حكم العادة السرية.. منهم من حرمها ومنهم من أباحها للضرورة ومنهم من أفتى بكراهتها... فأريد من فضيلتكم بيان حكمها لي.. لأن الشيطان بدأ يوسوس لي بأني منافق.. وكيف أنك إنسان ملتزم وتمارس العادة السرية... وهل إذا مارست العادة السرية واغتسلت منها يخرج بعض من المني بدون شهوة.. فما حكم وضوئي والمني يخرج مني بدون شهوة هل يبطل الوضوء أم ماذا؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت صنعاً في الإقلاع عن جريمة فاحشة اللواط، وفي البعد عن رفقة السوء ومواقع الحرام وإطلاق النظر، فاحمد الله على ما أعطاك واسأله المزيد، واسع وواصل في مجاهدة نفسك في البعد عن المعاصي كلها، واقمع جند الشهوات بشغل القلب بالتفكير في معالي الأمور وكثرة التأمل في أحوال أهل القبور وأهوال القيامة، فتدبر القرآن وتأمل فيه مشاهد القيامة وأحوال أهل الجنة والنار، واملأ وقتك ببرامج مفيدة وابتعد عن الجلوس وحدك وعن المثيرات والمأكولات التي تقوي الشهوة عندك، وروح عن نفسك أحياناً بمطالعة كتب السيرة والقصص المفيدة والرياضة المشروعة، وأكثر سؤال الله العفة وحاول الزواج إن أمكنك وإلا فأكثر الصوم، فإنك إذا شحنت وقتك بما يفيد وأكثرت الصوم وابتعدت عن المثيرات ستنجح بإذن الله في البعد عن الاستمناء الذي يضر بجسمك ومستقبل حياتك.

وراجع في الراجح من خلاف العلماء في المسألة ووجه قول من أباحها للضرورة، وفي الوسائل المساعدة عليها، وفي حكم المني الخارج بعد الاغتسال، راجع ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17024، 7170، 52421، 59332، 9195، 23868، 4536.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني