الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمرة في رمضان والاجتهاد في العبادة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم لقد سعدت كثيراً لإجابتكم لي على سؤالي والتي وردت عبر زاوية فقه الأسرة المسلمة, الحقوق الزوجية، باب الاستمتاع وآدابه برقم الفتوى 105859، والتي رفعت جزءاً كبيراً من الضيق الذي أعانيه فجزاكم الله خيراً كثيراً وتوفيقا لخدمة المسلمين, وهنا أطلب وأناشدكم بالله أن تلغوا فقرة العمر أو مدة الزواج من الفتوى المنشورة لحساسية الموضوع ولرفع جزء من الخصوصية, فهل لي هذا أيها الأحبة الكرام، فأرجو ذلك، ونويت إن شاء الله تعالى وإن تيسر لي إكمال المال للذهاب إلى الديار المقدسة لأداء العمرة خلال شهر رمضان المبارك القادم لذا أود منكم بعض الإرشادات والتوجيهات وذلك لاستغلال الوقت هناك أمثل استغلال وأقصد بذلك هل هناك برامج ونشاطات إسلامية أخرى يمكن أن يحضرها المعتمر أو أي أمور ترشدوني بها؟ جزاكم الله خيراً كثيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعمرة في شهر رمضان من أفضل الأعمال الصالحة، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي.

وشهر رمضان شهر مبارك يفتح الله فيه أبواب الخير، ويغلق فيه أبواب الشر ويصفد فيه مردة الشياطين، ويقال فيه لباغي الخير أقبل، ولباغي الشر أقصر، وتضاعف فيه الحسنات وترفع فيه الدرجات وتستجاب فيه الدعوات، وتمحى فيه السيئات ويتجاوز الله فيه عن العظائم، ولله في كل يوم منه عتقاء من النار.

وتضاعف الصلاة في المسجد الحرام أكثر منها في أي بلد آخر، فقد أخرج ابن ماجه وغيره عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه. قال الشيخ الألباني: صحيح.

فعلى المؤمن الذي يرجو الله والدار الآخرة أن يستغل أوقات هذا الشهر المبارك وهذا البلد المبارك في طاعة الله تعالى، وأن يتفرغ لذلك قدر استطاعته، ومن أفضل الوسائل لاستغلال الوقت فيما يعود على المرء بالنفع في دنياه وأخراه في مثل هذا الموسم: الاستعانة بالله سبحانه وتعالى وحده، وصدق التوجه إليه، وتجديد التوبة النصوح إليه سبحانه وتعالى... ثم تنظيم الوقت وتقسيمه تقسيما دقيقاً محكماً بحيث يجعل جزءاً منه لتدبير شؤون المعاش، وجزءاً لأوراده اليومية وأذكاره الصباحية والمسائية وجزءاً لنوافل عبادته الأخرى من صلاة وذكر ودعاء وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وجزءاً لتلاوة كتاب الله تعالى وتدبر معانيه، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى، ونوصيك في هذا الشهر المبارك أن تلح بالدعاء لأمة محمد صلى الله عليه وسلم أن يردها إلى دينها رداً جميلاً وأن يجمع كلمتها، ويوحد صفوفها إنه على ذلك قدير وبإجابة من دعاه جدير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني