الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في الاستمناء والغسل منه

السؤال

ما حكم الناكح يده وهل يغتسل غسل الجنابة بعد أن ينزل منه الماء إن كان قد فعل ذلك وهو في الحمام وهل يغتسل للجنابة بعد أن ينزل الماء منه فورا أم ينتظر فترة من الوقت أم يخرج من الحمام ثم يعود بنية غسل الجنابة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالاستمناء محرمٌ، وهذا قول عامة العلماء كما نقله عنهم القرطبي في تفسيره قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-7} وأرشد النبي – صلى الله عليه وسلم – العاجز عن الزواج إلى الصيام كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود – رضي الله عنه - ولو كان الاستمناء جائزاً لما عدل عن الإرشاد إليه وهو أسهل من الصيام، قال ابن العربي في شأن معصية الاستمناء: وهي معصية أحدثها الشيطان وأجراها بين الناس حتى صارت قيلة، ويا ليتها لم تُقل؛ ولو قام الدليل على جوازها لكان ذو المروءة يعرض عنها لدناءتها. ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 7170.

ويجب على من استمنى فخرج منه المني أن يغتسل بإجماع العلماء، وذلك لقوله – صلى الله عليه وسلم – إنما الماء من الماء. رواه مسلم، أي الماء الذي يغتسل به من الماء الخارج من الفرج، وسواء استمنى وهو في الحمام أو في غيره فالغسلُ واجبٌ عليه، ولا يجب عليه أن ينتظر مدة ولا أن يخرج من الحمام ثم يعود إليه، بل إذا اغتسل فورا عقبَ الإنزال كان ذلك أولى، وعليه مع الاغتسال أن يتوب إلى الله عز وجل من هذه المعصية القبيحة التي ارتكبها...وبالله التوفيق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني