الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدواء الشافي من عادة الاستمناء

السؤال

أنا شاب لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره لكن أعماله فاقت ذلك بكثير شراً وخيرا.. لكن ولله الحمد لم تصل إلى الشرك أو الزنا أو عقوق الوالدين أو المخدرات ليس تهوينا منها ولكن حتى لا تظنوا بي شيئا فتقعوا فى الإثم بعد الظن... حتى لا أطيل عليكم فأنا لا أطلب منكم إجابة على سؤال معين، لأنني وللأسف ممن يعلمون الكثير ولا يفعلون إلا القليل، ولا أزكي نفسي، ولكن أدعوكم أن تدعوا لي دعوة بظهر الغيب عسى الله أن ينظر إلى بعين الرضا نظرة لا أشقى بعدها أنا وأنتم وأن يثبتنى على طاعته، فقد ابتليت بأن أتعدى حدود الله بممارسة العادة السرية منذ أكثر من 10 سنوات جاهدت نفسي كثيراً للإقلاع عنها، لكن المغريات فى بلدي كانت أقوى من عزيمتي، فأكرمني الله بأن أكون قرب الناس إلى رسول الله مكانا ولكن أبعدهم عن هديه عملاً وظننت أنه ببعدى عن كل تلك المغريات قد انتهت المغريات ولكن استفحلت العادة حتى أصبحت مرضية على الرغم من أنني أستطيع أن أمتنع عنها فترات طويلة لكنها لم تتعد الشهر، حتى بدأت تصبح كالسرطان تأكل كل ما هو بريء بداخلي ولم يعد يوجد سوى الإنسان، بسببها فشلت خطوبتي قبل ستة أشهر لأنني أصبحت عصبيا وضقت ذرعا بنفسي التي أجهدتني محاربتها، استطعت أن أمتنع عن التدخين بعد سنوات من التدخين، استطعت أن أمتنع عن الأغانى بل ولله الحمد أصبحت أحث أصدقاء وزملائي فى العمل على تركها لكني عجزت عن الامتناع عن تلكم الرذيلة وصرت أحتقر نفسي كثيرا وأقول لها (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسهم وأنت تتلون الكتب أفلا تعقلون) 44: البقرة، عذراً للإطالة ولكن ما حملنى على هتك ستر نفسي بعد أن سترها الله لسنوات إلا أنني أخاف أن أموت على تلك المعصية وأنا بجوار مصباح الهدى فى الدنيا صلى الله عليه وسلم فيحرمني الله من شفاعته فى الآخرة؟ جزاكم الله عنا خير الجزاء ورجاء لا تنسونا من دعائكم ولم أذكر ما ذكرت استجداء لمشاعركم لتهونوا علي ولكن لأن تدعوا لي بالثبات.. وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لنا ولك الهداية والاستقامة إنه ولي ذلك والقادر عليه، واعلم بارك الله فيك أنه يجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة مصحوبة بالندم والعزم على عدم العود، وأن تحذر من عقوبة الإصرار على معصية الله تعالى، وما يترتب على ذلك في الدنيا والآخرة من عواقب وخيمة، والعلاج الناجع لحالتك هو الإسراع بالزواج فإن تعذر ذلك فعليك بالعلاج الذي أرشد إليه الناصح الأمين صلى الله عليه وسلم شباب أمته عند تعذر الزواج، وهو الصوم لأنه يضعف الشهوة، فينبغي لك الإكثار منه ومن سائر الطاعات كالصلاة والتلاوة والأذكار، وأن تبتعد عن المثيرات والمهيجات كالصور والأفلام الجنسية والأغاني، وأن تشتغل بما يملأ عليك وقتك من مطالعة أو تجارة أو أي مهنة نافعة مباحة.

وأن تلتزم رفقة طيبة صالحة تقضي معهم أكثر قدر ممكن من الوقت، لأن الخلوة من أعظم الأسباب المهيجة للتفكير وما يترتب عليه، واعلم أن لهذه الممارسة أضراراً كثيرة ذكرها أهل الطب، منها ما يعود على البدن، ومنها ما يعود على الغريزة الجنسية نفسها وعلى الفكر والتدبر كذلك، وراجع للأهمية في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 31747، 66163، 56373.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني