الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصلح ما يمكن إصلاحه وتغاضى عن هفواتها

السؤال

أنا رجل متزوج من 10 سنين ولدي من الأبناء 3 وهي حامل بدأت المشكلة كلما تذهب إلى أهلها تطيل البقاء عندهم إلى 3 أشهر وتخرج من دون إذني وتطلب مصروفا لها وعند طلبي الرجوع ترفض وزاد الحال كلما تزور أهلها وأناصحها وأوسط أخاها دائما ويعيدها إلى أن ساء الحال فهل تعتبر ناشزا؟ وهل لها حقوق علي؟ ويعلم الله أني أحبها وأريد أن أردها فما حكم الشرع؟ علما أنها مقصرة معي في الفراش وهي كسولة وتتحجج دائما وتتذمر من العيش معي على أتفه الأسباب. آمل منكم مساعدتي في ما يرضي الله ولا أريد أن أخسرها من أجل أبنائي. وشكراً على سعة بالكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لزوجتك أن تخرج دون إذنك، ويلزمها أن تطيعك في العودة معك إلى بيتك حيث تقيم، فإن أبت ذلك لغير عذر معتبر شرعا كخشية ضرر أو ظلم منك فهي ناشز. والناشز تسقط نفقتها حتى ترجع عن نشوزها، كما لا يجوز لها أن تمتنع إذا دعوتها إلى فراشك، ما لم يكن لها عذر كمرض ونحوه.

والذي ننصحك به هو محاولة الإصلاح والتغاضي عما يمكن التغاضي عنه من هفواتها، فإذا كرهت منها خلقا لعلك ترضى منها غيره، وهكذا النساء كما قال صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر. رواه مسلم.

وعلاج النشوز هو كما بينه الله سبحانه في قوله: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا {النساء:34}

وننبهك إلى أنه قد يدرك بالرفق واللين ما لا يدرك بالشدة والعنف، وللوقوف على تفصيل ذلك نرجو مراجعة الفتوى رقم: 110905، 9601، 21691.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني