الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز تبرير المعاصي بحسن القصد أو النية

السؤال

كثير من الناس يقومون ببعض المعاصي وعندما نحذرهم يقولون إنما الأعمال بالنيات، ونحن لم نرد معصية الله والقصد شريف !!
هل يجوز التعذر بهذا الحديث؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

لا يجوز تبرير المعاصي بحسن القصد أو النية.. ويخشى على من يفعل ذلك أن يكون من المنافقين..

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا حجة لهؤلاء ولا عذر لهم في ارتكاب المعاصي والمخالفات الشرعية بحسن النية وشرف القصد.. فإن على من فعل معصية أن يبادر إلى التوبة ويقول كما قال الأبوان الكريمان: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.

أما تبرير المعصية وعدم الخوف من عقوبتها بحجة عدم قصد المعصية وأن القصد منها شريف فإنه خطأ فادح.

ويخشى على هؤلاء من أن يكونوا ممن ورد فيهم الأثر عن الحسن البصري- رضي الله عنه قال: ليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، إن قوماً ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، وقالوا: نحسن الظن بالله تعالى وكذبوا لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل.

وقال الغزالي في الإحياء: المعاصي لا تتغير إلى طاعات بالنية فلا ينبغي أن يفهم الجاهل ذلك من عموم قوله إنما الأعمال بالنيات فيظن أن المعصية تتقلب طاعة.

وقال أيضا: والنية لا تؤثر في إخراجه عن كونه ظلما وعدوانا بل قصده الخير بالشر على خلاف مقتضى الشرع شر آخر، فإن عرفه فهو معاند للشرع وإن جهله فهو عاص بجهله إذ طلب العلم فريضة على كل مسلم.

وللمزيد من الفائدة انظر الفتويين: 7699، 105112.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني