الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم فتح منتدى دعوي يمكن استخدامه في الحرام

السؤال

يوجد على الانترنت برنامج للمحادثة الصوتية والكتابية مشهور ولكن يملكه أمريكان وفيه كل الغرف الإباحية واللا أخلاقية علاوة على ذلك الحوادث المشهورة بغرف سب الرسول عليه الصلاة والسلام
يوجد في هذا البرنامج قرابة 50000 مستخدم من الدول الإسلامية والخليجية. ولا يقتصر هذا البرنامج على هذي الغرف بل يوجد بها الكثير من الغرف الإسلامية والتي منها غرفة الشيخ عثمان الخميس والتي يتسنن بها تقريبا معدل شيعي باليوم بعد الاستماع إلى مناظرات المشايخ والدعوة إلى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام.
مجموعة من الشباب قرروا أن يقوموا بنفس البرنامج على أن يكون عربي الطابع ويمنعون به الغرف الإباحية وأكيد غرف سب الرسول عليه الصلاة والسلام . وأيضا سوف يقومون بخدمه الغرف الدينية وتمويلها على سبيل المساعدة بالدعوة.
علما أن البرنامج أفضل بكثير من البرامج الأخرى حيث إن الإدارة من المسلمين والإباحية والسب والشتم ممنوع منعا باتا ويتم طرد أي شخص يخل بهذه القوانين
السؤال هو أن طبيعة هذه البرامج تكون فيها الغرف الخاصة والتي لا تتم تحت أعين مديري البرنامج ويكون فيها لقاءات بين الجنسين خفية مثل ما يقوم بالجوال بمكالمة خصوصية لا نستطيع التدخل فيها فهل نأثم كونهم استخدموا برنامجنا لمثل هذا الغرض؟ ونحن لا نستطيع منع مثل هذا النوع من الاتصال؟
السؤال الثاني إذا كان احد الأشخاص فتح الغرفة للموسيقى والأغاني هل يأثم صاحب البرنامج على فعلة هذا العضو؟ علما بأن هذه الغرف مفتوحة للعامة وأي شخص يستطيع دخولها ولكن لا يستطيع مديرو البرنامج إغلاق غرف الموسيقى لأنها لم تخل بقوانين الاستخدام ! فهل يأثم صاحب الغرفة على وضع الموسيقى أم صاحب البرنامج أيضا؟ على أساس أنه صاحب البرنامج؟ علما بأنها حرية شخصية ولا يستطيع أصحاب البرنامج منع غرف الموسيقى لكن يستطيعون النصح فقط لأن البرنامج يدخل فيه مسلمون وغير مسلمين .
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكر أولا لهؤلاء الشباب غيرتهم على دينهم وحرصهم على القيام بواجب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا شك في أن أصل الفكرة أمر طيب، ولكن الواجب بذل الجهد قدر الإمكان في منع استخدام هذا المنتدى فيما لا يجوز شرعا، فلا يجوز السماح باستخدامه في ممارسة شيء من المنكرات بدعوى الحرية الشخصية، ومن الممكن وضع بعض القيود والضوابط لمن يريد الدخول على هذا المنتدى، والتنبيه على إمكانية منع من يخالف تلك الضوابط، وإن قدر أن حصل شيء من ذلك من غير علم الإدارة فنرجو أن لا حرج في ذلك.

وإن لم يكن بالإمكان قيام هذا المنتدى إلا مع حصول مثل تلك التصرفات المنكرة، وكان هذا المنتدى فعلا تتحقق به مصالح شرعية عظيمة فلا حرج إن شاء الله في إنشائه فإنه إذا تزاحمت المصالح والمفاسد في الشيء الواحد ولم يكن بالإمكان تحصيل تلك المصالح العظمى إلا مع حصول شيء من المفاسد احتملت هذه المفاسد لأجل تحصيل تلك المصالح، قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16} هذا إذا كانت المصلحة أرجح من المفسدة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى بعد أن ذكر هذه الآية: فإذا ازدحم واجبات لا يمكن جمعهما فقدم أوكدهما لم يكن الآخر في هذه الحال واجبا ولم يكن تاركه لأجل فعل الأوكد تارك واجب في الحقيقة.

وكذلك إذا اجتمع محرمان لا يمكن ترك أعظمهما إلا بفعل أدناهما لم يكن فعل الأدنى في هذه الحال محرما في الحقيقة وإن سمي ذلك ترك واجب وسمي هذا فعل محرم باعتبار الإطلاق لم يضر ويقال في مثل هذا ترك الواجب لعذر وفعل المحرم للمصلحة الراجحة أو لضرورة أو لدفع ما هو أحرم... وهذا باب واسع جدا لاسيما في الأزمنة والأمكنة التي نقصت فيها آثار النبوة وخلافة النبوة فإن هذه المسائل تكثر فيها وكلما ازداد النقص ازدادت هذه المسائل.. انتهى المقصود.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني