الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستقالة من العمل إذا شعر الموظف بما يهدده

السؤال

أعمل في وظيفة أمين مخزن ونحن ثلاثة زملاء وتكررت سرقة بعض المعدات بالمخزن والشكوك حامت حول زميل لى نظرا لسوء سلوكه وسمعته ولكن دون دليل مادي واكتشفت اختفاء بعض المعدات ونم إبلاغ المدير المسؤول وكان هذا الزميل المشكوك به هو المتواجد في تلك الوردية من العمل وكان معنى كلام المدير هو الحرامي بسرقته وهذه الواقعة مر عليها عام والآن أصبحت متيقنا أنه السارق بنسبة 100 في ال100وذلك وأنا الآن في حيرة شديدة وخائف على مستقبلي ومستقبل أولادي لأنه في حالة المساءلة سأكون من ضمن المتضررين ولا يوجد موقف ايجابي من المدير المسؤول تجاه هذا الزميل مع أن هذا المدير متأكد أن هذا الزميل سارق ولكنه لا يريد مشاكل تؤثر على منصبه، السؤال هو: هل لو تقدمت باستقالتي من العمل الآن هل يعتبر هذا من باب قطع رزقي بيدي مع العلم أني لا أملك عملا بديلا الآن لأني سمعت أن الذي بيقطع رزقه بيده ربنا لا يكرمه.
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الإنسان مطالب في هذه الحياة بالكدح من أجل تحصيل الرزق الحلال الذي يغنيه عن الافتقار إلى الآخرين، وقد أوجد الله سبحانه وتعالى طرقا عديدة للحصول على الرزق، فللإنسان أن يختار ما هو أنسب له من تلك الطرق، وإذا بدأ نشاطا ورآى أنه لم يعد مناسبا له فلا حرج في انتقاله إلى نشاط آخر.

وبناء على هذا فإذا كنت ترى أن في بقائك في هذا العمل ما يهدد مستقبلك فلا حرج في استقالتك منه، وننصحك بأن تستشير أهل النصح من أقربائك وأصدقائك، وأن تستخير الله الاستخارة الشرعية، وهي أن تصلي ركعتين من غير الفريضة وتدعو بدعاء مخصوص، ففي صحيح البخاري من طريق جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني، قال ويسمي حاجته.

وأما بخصوص المقولة التي ذكرت فلا علم لنا بها ولا نعلم دليلا عليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني