الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم تكن تصوم أو تصلي وهي مستحاضة جهلا

السؤال

عندما كنت صغيرة لم أكن أفرق بين الحيض والاستحاضة وكنت أعتبر كل دم هو حيض ولا أصلي.. و كنت شديدة الخجل لا أحب الكلام في هذه المواضيع مما منعني من معرفة الأحكام الشرعية.. فلم أكن أعرف كيف أقضي الصلاة ولا أدري هل كنت أقضيها صحيحة أم لا... أيضا الصوم كنت أفطر لرؤية الدم ولا أعلم هل كنت أقضي أم لا، أيضا أتذكر أني كنت عنيدة وأتذكر أني في بعض الأحيان في رمضان كنت أدخل غرفتي وآكل ولا أعلم هل كان هذا قبل البلوغ أم بعده، فماذا عليّ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق بيان الفرق بين الحيض والاستحاضة في الفتوى رقم: 4109.. وأن الحيض يوجب ترك الصلاة والصيام، ويجب على الحائض قضاء الصوم دون الصلاة، فالصلاة لا يجب على الحائض قضاؤها، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 24269.

وأما المستحاضة فتعتبر طاهرة فلا يجوز لها ترك الصلاة ولا الصوم، وإذا فعلت ذلك جهلاً، فعليها القضاء لكل من الصوم والصلاة.. وعليه، فيجب عليك قضاء ما أفطرت من رمضان بعذر كالحيض، والتوبة والقضاء لما أفطرته بغير عذر كالاستحاضة، ولا كفارة عليك عن تأخير القضاء إذا كنت تجهلين حرمة التأخير، وانظري الفتوى رقم: 41521.

وكذلك الحال في الصلاة يجب عليك قضاء الصلوات الفوائت، إلا ما كان في وقت الحيض فلا قضاء لها كما سبق، وعليك الاجتهاد في معرفة عدد الأيام التي أفطرتها، وكذلك الصلوات والمبادرة إلى قضائها فوراً، ومواصلة القضاء حتى يغلب على ظنك براءة ذمتك.

أما ما حصل منك من أكل وشرب في نهار رمضان، في سن تشكين فيه هل كان بعد البلوغ أم قبله؟ فالأصل براءة الذمة من التكاليف حتى يرد ما ينقل عن هذا الأصل، كما في الفتوى رقم: 20606، وعليه فتكون ذمتك بريئة من قضاء هذه الأيام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني