الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يعاقب النصارى بالنار وقد ولدوا لآباء نصارى

السؤال

سألني شخص : لماذا يدخل النصارى النار وقد ولدوا نصارى ومن الصعب عليهم تغيير دينهم وخاصة الصغار منهم الذين يمنعهم آباؤهم من ذلك وربما يعاقبونهم فكيف أستطيع أن أجيب على ذلك إجابة مقنعة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصبحه أما بعد:

فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه" رواه الشيخان.
والمراد بالفطرة: فطرة الإسلام، وهي السلامة من الاعتقادات الباطلة، والقبول للعقائد الصحيحة، فالنفس بفطرتها إذا تركت كانت مقرة لله بالإلهية، محبة له، تعبده لا تشرك به شيئا، لكن يفسدها ما يزين لها شياطين الإنس والجن، وعلى رأسهم الأبوان الكافران، فإذا مات ابنهما قبل البلوغ فحكمه مبين في جواب رقم:
2740
وأما من بلغ منهم واستمر على نصرانيته و كفره ومات على ذلك فهو مستحق للنار بكسبه، لأنه بلغ سن التكليف الذي يؤاخذ فيه على أعماله، وتصرفاته، واختياره، قال سبحانه وتعالى: (كل نفس بما كسبت رهينة) وهذا مقتضى عدل الله سبحانه، ولا يظلم ربك أحداً، فالله سبحانه أعطاه عقلا وسمعاً وبصراً، وأقام له الحجج والبراهين التي يعرف بها الحق من الباطل، قال سبحانه وتعالى: (وهديناه النجدين) فإذا سلك أحد السبيلين جزي على اختياره وعمله.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني