الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تلمس أسباب الفتور والعمل على تداركها

السؤال

أتمنى منكم أن تفيدوني بأسرع وقت لأني لم أعد أحتمل.. أنا فتاة ملتزمة والحمد لله منذ سنتين تقريبا وفي أول سنة من الالتزام كنت كما يقال أطير فوق السحاب من شدة الفرح وتغيرت معاملتي للناس وأصبحت أحاول جاهدة أن أتبع أخلاق الرسول في التعامل وحرصت على النوافل وبدأت أحفظ القرآن ولكنني الآن في حالة متدهورة أكاد أبكي بدأت الوساوس تنتابني حتى عند مناجاتي لحبيب قلبي وخالقي وأنا أحاول جاهدة أن أتغلب عليها أصبحت عندما أرتكب ذنبا أقول في نفسي أنه ليس ذنبا وأن الله سيغفر لي وأنني أحسن من أناس كثيرين وأصبحت عصبية، أصبحت أتفه كل ذنب أعمله وأحسه صغيراً مقارنة بالآخرين وأقول في نفسي أن رحمة الله واسعة وأنه سيغفر لي لم أعد أحفظ القرآن ولا أصلي النوافل بل حتى الفرائض أصبحت لا أخشع فيها، ولكني أقاوم كل هذا أقاوم لأني أحب الله ولا أريد أن أخسر محبته أحبه جداً وأنا أكتب هذه الكلمات عيناي تدمع ويكاد قلبي يتفطر أرجوكم أن تساعدوني ماذا أفعل لكي أحس بلذة وحلاوة مناجاة الله مرة أخرى لأنه من يشعر بها مرة لا يستطيع أن ينساها، فأرجوكم أدعو الله لي وأفيدوني أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أنك على خير ما دام قلبك يحس بوجود شيء من التقصير ويؤنبك على ذلك، فإن القلب الميت لا يحس بألم التقصير، وقد صدق من قال: وما لجرح بميت إيلام ...

وننصحك أولاً بالتماس الأسباب التي دعت إلى تغير الحال، فقد تكون معصية وقعت فيها فتحت أبواباً من الشر على نفسك فضعفت همتك وأقعدتك عن طلب المعالي، أثر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: إن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب ووهنا في البدن وضيقاً في الرزق وبغضاً في قلوب الخلق. انتهى.

وقد تكونين قد شددت على نفسك ولم توازني بين حاجة الروح وحاجة الجسد فحصل لك شيء من الملل، وقد يوجد غير ذلك من الأسباب وأنت أدرى بحالك، فالمقصود أن تلتمسي هذه الأسباب فتعملي على تداركها وإزالتها، وهذا من باب التخلية قبل التحلية.. ثم عليك بعد ذلك بالإقبال على نفسك واستكمال فضائلها، وستجدين نفسك قد عدت إلى سيرتك الأولى نشاطاً في الطاعة وحرصاً على العبادة.

وللمزيد من الفائدة راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17666، 2783، 111852، 10800.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني