الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صوِّرت بغير حجاب في غفلة منها

السؤال

سادت في بلادنا ثقافة العادات والتقاليد وغلبت ثقافة الدين و شرع الله في زمن معين خلال هذه الفترة كنت ملتزمة بشرع الله ما استطعت وارتديت الحجاب وكنت أحافظ على ما استطعت.
تزوجت وبعد زواجي كان أخو زوجي الذي يصغرني بثمان سنوات وقتها شابا صغيرا في المرحلة الثانوية و كانت والدة زوجي تغضب كلما ارتديت الحجاب في و جوده وتضغط علي ولا أنكر أنني كنت أضعف لأنني فعلا أعتبره مثل أخي وأزيل غطاء رأسي منعا للمشاكل معها أنا نادمة على ذلك وتمنيت لو انني لم أفعله وحسبي الله و نعم الوكيل عليها وعلى ابنتها في كل ظلم تسببن لي فيه.
على العموم تمت خطبة أخت زوجي ويوم خطبتها كنت أرتدي ثوبا محتشما وغطاء الرأس في وجود العريس ولم يكن هناك رجال غيرهم وحينما خرج نزعت غطاء الرأس. وبعد فترة فوجئت بإحدى قريباتهم تقول لي صورت في الصالون ببيتنا فقلت لها كيف فقالت لي كانوا يصورون أمي في حفل الخطوبة وكنت أنت غافلة خلفها كنت آخذ أواني من الخزانة بحسب ما يقولون وقاموا بتكبير الصورة بعد وفاة العجوز التي تم تصويرها وتم نسخ نسخة لكل ابن و ابنة أي أن صورتي موجودة في بيوتهم جميعا. والدة زوجي و أختي تحديدا تعلمان أنني حريصة في أمر الصور الفوتوغرافية و الفيديو وقامتا باعطاء صورة أظهر فيها بدون علمي فهل هذا يجوز. و هن دائما يستهن بشرع الله خصوصا في أمر الحجاب وسببن لي كثيرا من الاحراج، وأنا الآن بفضل الله قوية ولا يهمني ما يقولون و ألتزم بالحجاب في بيتهم ووسط أقاربهم.
أريدكم أن توجهوا لهن النصيحة، أكثر الله من أمثالكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن تصوير المرأة مبدية ما لا يجوز لها كشفه من جسدها أمر منكر ولا يجوز، فإن حدث فعلا أنه قد تم تصويرك في حين غفلة منك فقد أساء من فعل ذلك، ويجب عليه التوبة ويجب عليك مطالبة من يمتلك شيئا من هذه الصور بإتلافها، فإن فعلوا فبها ونعمت وإن امتنعوا فقد أديت الذي عليك وانظري الفتوى رقم: 53849.

وننصح هؤلاء بأن يتقوا الله تعالى وأن يعودوا إلى رشدهم وأن يتمسكوا بشرع ربهم ففيه نجاتهم وسعادتهم ولا يجوز لأحد السخرية من شيء شرعه الله تعالى، أو احتقار من التزم به، فإن هذا أمر خطير قد يؤدي بصاحبه إلى الكفر كما بينا بالفتويين: 2093، 69076.

وننبه إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تضع حجابها أمام من بلغ أو قارب البلوغ من غير محارمها كما سبق وبينا بالفتوى رقم: 48936، وقد أحسنت بندمك على ما سبق منك من ذلك أمام أخي زوجك فاجعلي من هذا الندم توبة نصوحا مستوفية شروطها والتي سبق ذكرها بالفتوى رقم: 5450.

وننبه أيضا إلى أن دعاء المظلوم على من ظلمه جائز ولكن العفو أفضل وخاصة مع الأصهار، وراجعي الفتويين: 5338، 46898.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني