الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التسمية بأسماء الفاسقين.. نظرة شرعية أخلاقية

السؤال

في الأيام الأخيرة شاهدنا تأثر الشارع العربي بالمسلسلات التركية ونتيجة لذلك أصبح بعض الناس يسمون أبناءهم بأسماء الممثلين وهذا حصل في منطقتنا وقد سمعت من جهات بأن هذه التسمية حرام فهل هذا صحيح؟ أرجوا الرد بسرعة لأن الأمر شبه طارئ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالتسمية بأسماء أهل الفجور والمعاصي المعروفين بالفسق مما يكره في الشريعة، قال الشيخ بكر أبوزيد في تسمية المولود: يكره تعمد التسمي بأسماء الفساق الماجنين من الممثلين والمطربين وعمار خشبات المسارح باللهو الباطل، ومن ظواهر فراغ بعض النفوس من عزة الإيمان أنهم إذا رأوا مسرحية فيها نسوة خليعات، سارعوا متهافتين إلى تسمية مواليدهم عليها، ومن رأى سجلات المواليد التي تزامن العرض، شاهد مصداقية ذلك ... فإلى الله الشكوى. انتهـى.

فإن كان هؤلاء الممثلون كفارا ويحملون أسماء الكفار، فيزداد الأمر سوءا، قال الشيخ بكر: وهذه واحدة من إفرازات التموجات الفكرية التي ذهبت بعضها بالآباء كل مذهب، كل بقدر ما أثر به من ثقافة وافدة، وكان من أسوئها ما نفث به بعض المستغربين منا من عشق كلف وظمأ شديد لأسماء الكافرين، والتقاط كل اسم رخو متخاذل، وعزوف سادر عن زينة المواليد: الأسماء الشرعية. وهكذا سرت هذه الأسماء الأجنبية عنا من كل وجه: عن لغتتنا، وديننا، وقيمنا، وأخلاقنا، وكرامتنا، مطوحة الغفلة بنا حينا، والتبعية المذلة أحياناً، فتولدت هذه الفتنة العمياء الصماء في صفوف المسلمين، وانحسرت هذه الزينة عمن شاء الله من مواليدهم ... فإن المولود يعرف دينه من اسمه، فكيف نميز أبناء المسلمين وفينا من يسميهم بأسماء الكافرين انتهى.

وقد نص بعض أهل العلم على حرمة التسمي بأسماء الكفار.

قال الشيخ محمد المختار الشنقيطي في شرح زاد المستقنع: يستحب التسمية بأسماء الصالحين، كما ثبت من حديث المغيرة رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كانوا -أي الذين من قبلكم- يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم. والحكمة من ذلك: قالوا: لأنه إذا سمي بأسماء الأنبياء والصالحين؛ فإن المولود إذا شب وكبر وقرأ سيرة هذا النبي، أو هذا الإمام الصالح، أو العالم الفاضل؛ فإنه يتأثر به ويتخذه قدوة، وهذا شيء جبلي ... فتكون في النفوس نوازع إلى الخير، وتكون الأسماء مدخلاً للخير. والعكس بالعكس، فإن التسمية بأسماء الأشرار والفسقة والفجار تحمل على الفساد. وأما التسمية بأسماء الكفار فإنها محرمة؛ لما فيها من التشبه بهم. انتهـى.

وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن حكم لبس الملابس الرياضية التي كتب عليها أسماء بعض اللاعبين الكفار ؟ فحرمت ذلك.

وقد سبق في الفتوى رقم: 111762 أن الأسماء المنهي عنها شرعا، منها ما جاء منصوصا عليه كاسم رباح ويسار. ومنها ما ينطبق عليه دليل شرعي أو قاعدة عامة، فيدخل فيه كل اسم فيه محذور شرعي، ومن هذه المحاذير الشرعية التسمية بأسماء الفاسقين. وللأهمية يرجى الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 61509 ، 50323 ، 58619.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني