الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم جمع المال لمريض يحتاج إلى زرع كلية

السؤال

ما حكم جمع المال لمريض يريد زرع كلية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجمعُ المال لمساعدة المرضى من القرب والطاعات الداخلة في عموم قوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى.{المائدة:2}، وإذا كان هذا المريض عاجزاً عن نفقات العلاج، وكانت الأموال المجموعة له إنما تُجمع في تكاليف العملية الجراحية، والعلاج ونحو ذلك، وليست ثمناً للكلية المراد زرعها، فلا شك في جواز جمع المال للمريض في هذه الحال، وأما إذا كان المال إنما يُجمع لشراء كليةٍ من شخص آخر، فقد بين المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي شروط جواز نقل الأعضاء، ونقلنا قراره بطوله في الفتوى رقم: 4388، وجاء ضمن هذا القرار:

سابعاً: وينبغي ملاحظة أن الاتفاق على جواز نقل العضو في الحالات التي تم بيانها، مشروط بألا يتم ذلك بواسطة بيع العضو، إذ لا يجوز إخضاع أعضاء الإنسان للبيع بحال ما. أما بذل المال من المستفيد ـ ابتغاء الحصول على العضو المطلوب عند الضرورة أو مكافأة وتكريماً ـ فمحل اجتهاد ونظر. انتهى.

وبه تعلم أنه إن أمكن نقل الكليةِ بدون شراء، أولم تكن الحال حال ضرورة، فلا يجوز جمع المال لهذا الغرض، وأما إن كانت حال ضرورة، وأبى الباذل إلا أخذ عوض، فالمسألة محل نظر، وقد لا يستبعد أنه لا حرج في جمع المال لهذا المريض في هذه الحال لقاعدة أن الضرورات تبيح المحظورات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني