الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستمناء محرم وتترتب عليه أضرار كثيرة

السؤال

تحية إخلاص ومحبة ومودة وتقدير لكل القائمين على الموقع، ولحبيبنا الدكتور عائض القرني مدير عام الموقع، ونشكره الشكر الكثير والجزيل على هذه الخطوة المميزة الميمونة في عالم الشبكة العنكبوتية؛ لما فيه خير للأمة وتقريب لما هو غامض وغير مفهوم لأمة محمد بكل شرائحها وطبقاتها الاجتماعية والثقافية والسياسية.
سؤالي ترددت في طرحه على أنظار سيادتكم إخوتي، لكن لما بلغ الأمر ما لم كنت أتوقعه ولتفاقم عواقبه فرضت علي روحي وغيرتي وحبي لديني وخوفي من الله إلا أن أعرضه على سيادتكم الموقرة لتصلحوا شأني ولترتقوا به إلى مصاف الشباب الصالحين الطائعين، مشكلتي أني أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة ولله الحمد حفظت القرأن وأنا في 12 ربيعا، وأقيم صلواتي وبار بوالدي، وكل الناس تقدرني وتحبني بصراحة لطيبتي ولحبي لكل من حولي، ومشكلتي الأساسية والتي لم أعلنها لأي من أقرب أقاربي حتى لرفيق عمري وهي أني مدمن على ممارسة العادة السرية والعياذ بالله منذ أن بلغت سن 18 سنة، لكن دائما ما أقسم أمام ربي أني لن أعاود ممارستها، وبالفعل يمكن أن أنساها لعشرين أو ثلاثين يوما لكن أعود لحالتي وأمارسها لثلاثة أو أربعة أيام، وأستغفر الله وأندم على فعلتي، وأعاود الاستغفار والندم والعهد أمام الله بقطعها نهائيا، لكن لا زلت على عادتي أقطعها، لكن ما تفتؤ تمر الأيام إلا وأعود إليها، وهذه المشكلة والله العظيم تعذبني، مع العلم بأني لم أزن يوما قط، وعندي كل المؤهللات لفعلها، لكن أخاف الله وأخاف الوقوع في الحرام والعياذ بالله، والله العظيم أني يوميا أندم على ارتكابي لهذا الفعل الشنيع أضف إلى ذلك أني من الذاكرين لله ومن الذين لا ييأسون من رحمة ومغفرة الله؛ لأني أعلم يقينا وإيمانا بأنه غفور رحيم بعباده، أفتوني كما أفتى سيدنا يوسف عزيز مصر وجزاكم الله الخير الكافي والشافي والعافي. وأحيطكم علما بأني قدمت على خطوة جداً رائعة ألا وهي عدم ممارسة العادة السرية يوم الجمعة الطاهر، ولله الحمد تقريبا ثلاث سنوات، وأنا متشبث بهذا الوعد والعهد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكرك على إعجابك بموقعنا، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لخدمة الإسلام، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وجزاك الله خيراً على حفظك للقرآن ومحافظتك على فرائض الصلوات وبرك بوالديك. ونسأل الله لنا ولك الثبات.

وأما الاستمناء فإنه محرم وتترتب عليه كثير من الأضرار، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 7170، وقد ضمنا هذه الفتوى بعض التوجيهات النافعة التي تعين المسلم على الإقلاع عن هذه العادة السيئة، فنرى ضرورة مراجعتها، ونضيف هنا فنقول: إن من أعظم ما يمكن أن يعينك في البعد عنها أن تتذكر ما جعل الله تعالى من نور القرآن الذي ازدان به قلبك، فلا تطمس هذا النور بظلام هذه المعصية.. واعلم أنه يتأكد المنع من فعل الشيء المحرم بالإقسام أو معاهدة الله على تركه ونحو ذلك، ويلزمك أن تكفر كفارة واحدة عن كل هذه الأيمان ما دمت قد حلفت على شيء واحد، إلا إذا وقع منك حلف وحنث فيه بعد الكفارة فتلزمك كفارة أخرى، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 79783، والعهد مع الله على شيء له حكم اليمين، كما هو مبين في الفتوى رقم: 113083.

وننبه إلى أن موقع الشبكة الإسلامية موقع تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر، ولا يشرف عليه الشيخ عائض القرني حفظه الله تعالى، والشيخ له موقع خاص به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني