الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطوات عملية تزيد من تمسك الشباب بالدين

السؤال

كيف نعمر وجدانية الشباب على تعاليم الدين وما حكم هذا الموضوع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن تعمير وجدان الشباب بتعاليم الدين أمر مطلوب في الشرع، فالشاب الناشئ في عبادة الله من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله..

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظله إلا ظله: إمام عدل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.

والسبيل إلى تعمير وجدان الشباب بهذا الدين هو تقوية صلتهم بالله تعالى، وحضهم على استشعار مراقبته دائماً، وأن يوضع في برامجهم الدراسية كثير من نصوص الوحي التي تعظم الله في قلوبهم وترسخ محبته فيهم، وتحبب إليهم طاعته وترهبهم من معصيته، وتوضح لهم قيمة المسلم وأهمية احترامه والبعد عن إذايته والاعتداء عليه، وتوضح لهم أهمية التحابب في الله والصفح عن المسيء والحلم والعفو عنه، ومن الخطوات العملية المعينة لكل شاب على ذلك:

أولاً: الصدق في طلب الهداية، فإن من صدق مع الله تعالى صدقه الله.

ثانياً: التوبة والندم على ما سلف، وسؤال الله تعالى الثبات والحفظ في المستقبل.

ثالثاً: سؤال الله الثبات دائماً، والصواب في العمل.

رابعاً: الإكثار من قراءة القرآن بتدبر، لأن هذا القرآن له أثر كبير على القلب، إذا قرأه الإنسان بالتدبر.

خامساً: الحرص على زيادة الإيمان بالإكثار من الطاعات، بعد المحافظة على الفرائض، والاستعاذة من العجز والكسل.

سادساً: التزود بالعلم النافع ليكون السير على بصيرة، ولأن العلم عون على دفع الشبهات.

سابعاً: البدء بالسير، ومن الله التيسير، قال الله تعالى: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى {الليل7}.

ثامناً: نصح نفسه حينما تؤثر هذه النفس عليه وتقول له: إن المدى بعيد، والطريق طويل، فلينصح نفسه وليثبت فالجنة حُفت بالمكاره، والنار حُفت بالشهوات.

تاسعاً: الابتعاد عن قرناء السوء، لأن قرناء السوء يؤثرون عليه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة.. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة. انتهى.

عاشراً: عدم الالتفات إلى سخط الخلق، وليكن المأمول رضى الخالق، فقد ثبت في صحيح ابن حبان بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من التمس رضى الله سبحانه بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.

الحادي عشر: اليقين بأن هذا هو سبيل السعادة في الدنيا والآخرة، وأن مفارقته سبب شقاء الدارين... هذا ولا شك أن التزام الشباب بتعاليم الدين باطناً وظاهراً أمر واجب، قال تعالى: خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ {البقرة:93}، وقال لموسى عليه السلام: فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا {الأعراف:145}، وقال سبحانه ليحيى عليه السلام: يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ {مريم:12}، ودعوتهم إلى ذلك واجب على الكفاية.. قال تعالى: وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {آل عمران:104}، وإذا كانت هذه الآية تتناول جميع الناس، فلا شك في دخول الشباب في ذلك دخولاً أوليا، وذلك لأهمية صلاحهم فبصلاحهم تصلح الأمة فهم عصب الأمة ومستقبلها، ويراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 21750، والفتوى رقم: 115348.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني