الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أيهما أفضل: إعلان التوبة أم إخفاؤها؟

السؤال

هل الأفضل أن أخبر من حولي وأعلن أنني بدأت طريق الهداية، أم الأفضل أن يكون ذلك سرًا مع نفسي، خصوصًا وأن أغلب عباداتي من صلاة وغيرها تكون سرًا بحيث لا يراني أحد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالأصل في المسلم إذا منّ الله عليه بالتوبة والهداية أن يظهر عليه أثر ذلك من سلوكه وعمله وعباداته المختلفة، ولا يلزم أن يخبر من حوله بسلوكه طريق الهداية إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، كأن يدعى إلى معصية، فلا بأس بأن يذكر نفسه وداعي السوء بأنه يخاف الله ولا يريد أن يعصيه، كما جاء في الحديث: سبعة يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة ومنهم: ... ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله. هذا بصفة عامة.

لكن لو كان يلحقه ضرر في الجهر بتوبته وبعباداته، فله أن يسر بذلك حتى يزول عنه الضرر، مع العلم بأن الرجل يختلف عن المرأة في بعض الأمور، حيث يجب على الرجل حضور صلاة الجماعة في المسجد، وشهود الجمعة والعيدين مع المسلمين... إلخ. بخلاف المرأة حيث لا يجب عليها ذلك، لكن يلزمها المحافظة على الستر والحجاب، واللباس الشرعي الخاص بالمرأة المسلمة...إلخ.

ومن هنا؛ يعلم أن الأفضل في حق كل امرئ من حيث الإعلان بالهداية والتوبة يتوقف على الظروف المحيطة به، فقد يكون المرء في مجتمع يكثر فيه الصالحون، فبمجرد إعلانه ذلك يعينونه ويؤيدونه فيزداد ثباتاً، وقد يكون في بيئة سيئة لا تعينه على التمسك بالدين، فيحتاج إلى بعض الوقت حتى يتمكن من الإلمام بما يلزمه للثبات على طريقه، ثم يجهر بعد ذلك بتوبته وعبادته.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني