الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دوام الطاعة والذكر من أهم عوامل الاطمئنان والراحة النفسية

السؤال

يتملكني أحيانا إحساس بالسعادة والرضا والراحة النفسية ، و أحيانا إحساس بالقلق والخوف من عدم رضا الله عني فماذا أفعل حتى يدوم إحساس الرضا عن النفس؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا شك أن السعادة الحقيقية تكمن في طاعة الله سبحانه وتعالى، والحرص على مرضاته، والبؤس والشقاء يكمنان في معصية الله الموجبة لسخطه على عبده، ولا شك أن المؤمن يسر بالطاعة، ويحزن على المعصية، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن" رواه الترمذي وأحمد والحاكم.
فكلما ازداد المؤمن طاعة وقرباً من الله كلما ارتاحت نفسه، واطمأن قلبه، لكن لا يجوز أن يتكل المؤمن على ذلك، بل عليه أن يجمع بين الخوف والرجاء، فيحذر العقاب، ويرجو الثواب، كما قال الله تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ) [الزمر:9].
ولا يجوز أيضاً أن ييأس من رحمة الله ويقنط، ومما يشرح صدر المؤمن ويطمئنه كون الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر المحسنين، ويتجاوز عن المسيئين التائبين. قال تعالى: (إنَّا لا نضيع أجر من أحسن عملاً) [الكهف: 30].
وقال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53].
فإذا شعرت أخي - السائل الكريم - بضيق وقلق، فعليك بذكر الله، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28].
إذا فعلت ذلك يرجى أن يذهب عنك الخوف والقلق.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني