الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التبول اللا إرادي أثناء النوم

السؤال

ما حكم التبول اللاإرادي أثناء النوم وهل يوجب الغسل أفيدوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن خروج البول ليس من موجبات الغسل باتفاق العلماء ولكنه ناقض للوضوء فقط، وسواء كان خروجه في النوم أو اليقظة، بإرادة الشخص أو بغير إرادته، وقد بيّنا موجبات الغسل وذكرنا أدلتها في الفتوى رقم: 26425. وبيّنا بعض ما يتعلق بالتبول اللاإرادي من أسبابه وطرق علاجه، وانظر الفتويين رقم: 18018، 32111.

والواجب على من خرج منه البول أثناء نومه أن يبادر بتطهيره عند استيقاظه لكيلا يبقى متلطخا بالنجاسة، فإن كثيرا من أهل العلم يوجبون اجتناب النجاسة في البدن في الصلاة وخارجها، قال الفقيه بن حجر المكي:

وَكَمَا وَجَبَ السَّتْرُ خَارِجَ الصَّلَاةِ حُرِّمَ التَّضَمُّخُ بِالنَّجَاسَةِ خَارِجَهَا. انتهى.

وأما تطهير البدن من النجاسة وكذا الثياب عند إرادة الصلاة فشرط من شروط صحتها عند الجمهور، فيجب على من خرج منه البول في نومه أن يطهر بدنه وثيابه ممّا خرج منه من البول، وعليه أن يحرص على ذلك كل الحرص وأن لا يتوانى فيه، فإن التقصير في التنزه من البول من أسباب عذاب القبر والعياذ بالله. فقد مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله، وأما الآخر فكان يمشي بين الناس بالنميمة. متفق عليه.

ولذا فننصح المبتلى بهذا الأمر أن يتحفظ قبل نومه منعا لانتشار النجاسة أو تقليلا لانتشارها، كما ننصحه بمراجعة الأطباء بحثا عن علاج لهذا المرض امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني