الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية توبة الزوجة من النشوز

السؤال

ما هي كفارة الزوجة الناشز ؟ مع العلم أن تصرفها هذا عن جهل وبدون قصد أو عمد. وإن تابت إلى الله وطلبت العفو والصلح من زوجها ولم يستجب مع إصرار، كيف لها أن تكفر عن ذنبها في الدنيا قبل الآخرة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالنشوز محرم، وفيه تقصير في حق الزوج، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 1103. وكفارته تكون بالتوبة المستجمعة لشروط قبولها، والتي سبق بيانها في الفتوى رقم:5450. ومن جملتها إذا كان الذنب يدخل فيه حق العباد: إبراء الذمة من هذا الحق، فإن كان مظلمة استحل منها صاحبها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو شيء فليتحلله من قبل أن يؤخذ منه حين لا يكون دينار ولا درهم، فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإلا أخذ من سيئات صاحبه فحملت عليه. رواه البخاري.

ومن المعلوم أن حق الزوج على امرأته من أعظم الحقوق، فلابد من طلب العفو منه عند التقصير في حقه، فإن أصر ولم يستجب كررت المحاولة، وبذلك تكون قد أدت ما عليها، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها، التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول: لا أذوق غمضا حتى ترضى. رواه الإمام الرازي، وحسنه الألباني. ورواه الطبراني بلفظ: التي إذا ظلمت.

قال المناوي: أي ظلمها زوجها بنحو تقصير في إنفاق أو قسم- قالت- مستعطفة له-هذه يدي في يدك- أي ذاتي في قبضتك- لا أذوق غمضاً- بالضم أي لا أذوق نوماً- حتى ترضى- عني. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني