الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل متعلقة بالعادة السرية

السؤال

عندي 15 سنة وكنت أمارس العادة السرية وعمري 7 سنين، ولم أعد أمارسها منذ 4 أيام تقريبا، وتقربت إلى الله أكثر وأصلي معظم صلواتي بالمسجد، فهل هذا أثر علي في شيء؟ مع العلم أنني لم أعرف إلا عن قريب مساوئها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجمهور أهل العلم على تحريم الاستمناء، لقوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-7}.

والاستمناء من الاعتداء المذكور في الآية، كما أن للاستمناء أضرارا صحية كثيرة، فتب إلى الله عز وجل واستغفره عما سبق من فعل هذه العادة السيئة، وما دمت قد أقلعت عنها وندمت على فعلك لها فأبشر بكل خير، فإن الله سبحانه يغفر الذنوب مهما عظمت، كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

ونسأل الله أن يعافيك من أي تأثير ضار لهذا الفعل السيء، واعلم أن تقربك إلى الله والمحافظة على الصلوات في المسجد من أحسن الأمور التي تقيك مساويء الأعمال عموما ومن هذه العادة خصوصا، فقد قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ{هود:114}.

والتائب من الذنب موعود بالمغفرة وتبديل السيئات حسنات، كما قال البر الرحيم: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الفرقان:70}.

علما بأنه لا إثم عليك فيما كنت تمارسه قبل البلوغ، لما في الخبر الصحيح: رفع القلم عن ثلاث: وذكر منهم: الصبي حتى يحتلم، ويمكنك أن تراجع في علامات البلوغ الفتاوى التالية أرقمها: 1087، 5524، 10958.

ولمعرفة حكم الاستمناء بأدلته والأسباب المعينة على ترك ذلك وكفارة الاستمناء، راجع الفتوى رقم: 8810، لمعرفة ما يلزم من مارس العادة السرية وصلى بدون طهارة، والفتوى رقم: 11894، لمعرفة ما يجب على من استمنى في نهار رمضان. والله الموفق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني