الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحكم حسب نيته بالحلف

السؤال

ما حكم الشرع في زوج حلف الطلاق بالثلاثة على ابنته بأنها إذا قامت بالاتصال بأصدقائها أو اصطحبتهم إلى الدروس أو لم تسمع كلامه بأنها لن تكمل دراستها.
- هل إذا اتصلت بها إحدى زميلاتها يكون الطلاق قد وقع؟ - وهل إذا قامت البنت بالاتصال بإحدى زميلاتها بنفسها على الموبايل كرنة ـ مزد كول ـ وليس كحديث، هل يكون الطلاق قد وقع؟
- وفي حالة أنها شاهدت إحدى زميلاتها خارج المنزل أي في الشارع من دون قصد وتعمد وسلمت عليها، هل يكون الطلاق قد وقع؟
- في حالة وقوع هذا الطلاق، هل سيحسب طلقة واحدة؟ أم طلقة بالثلاث؟ مع العلم أنه لم يتلفظ بالطلقة ثلاث مرات، بل قال ستكون طالق بالثلاثة؟.
أرجو منكم الرد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقول الأب المذكور ـ ستكون طالقا بالثلاث ـ إذا قصد به الوعد بالطلاق أي أنه سوف يطلق إذا فعلت واحدا من الأمور الثلاثة، فلا يلزمه طلاق إذا لم ينفذه، إذ الوعد بالطلاق لا يلزم منه شيء، وإن قصد تنجيز الطلاق فى حال حنثه فيقع ثلاثا ـ إذا حصل واحد من الأشياء المعلق عليها عند جمهورأهل العلم بمن فيهم المذاهب الأربعة، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية تلزمه كفارة يمين إذا لم يقصد طلاقا، وإن قصده لزمته طلقة واحدة، وراجع الفتوى رقم: 19162.

وإذا كان الأب قصد منع ابنته من اصطحاب أصدقائها الذكور فلا يلزمه شيء إذا اصطحبت الإناث أو اتصلت بهن، وإن كان قصده الإناث ولم تتصل هي بهن بل كان الاتصال من طرف زميلاتها أو قامت هي بمجرد رنة على هاتف إحداهن أو سلمت عليها من غير قصد فينظر فى قصد أبيها في يمينه، فإن كان هذا داخلا في يمينه فقد وقع المعلق عليه، وإن لم يقصده فلا يلزمه شيء، لأن مبنى اليمين على نية الحالف.

قال ابن قدامة في المغني : وجملة ذلك أن مبنى اليمين على نية الحالف, فإذا نوى بيمينه ما يحتمله انصرفت يمينه إليه, سواء كان ما نواه موافقا لظاهر اللفظ أو مخالفا له. انتهى

وراجعي في ذلك الفتويين رقم: 68845، ورقم: 5584.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني