الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريق النجاة من العادة السرية

السؤال

السؤال: أنا شاب وعمري 23 سنة أصبت ببلاء ـ وما أدراك ما هذا البلاء؟ إنه ذلكم المرض الخطيرـ العادة السرية ـ عكرت صفو حياتي تماما وأنا لم أستطع الزواج نظرا لظروفي وعليه، فإن هذه العادة تسببت في التالي:1ـ عدم القدرة على مواصلة الدراسة حتى إنني أفكر في مواصلتها بعد الزواج وهذا بغير علم أهلي، حيث إنني أتظاهر بالالتزام ـ وأنا فعلا ملتزم ولله الحمد ـ ولكن المذهل أنني أما رس هذه العادة الخبيثة كل يوم وأحيانا تصل الممارسة في اليوم إلى أكثر من ثمان مرات أوأكثر: إما تكون الممارسة قبل النوم أوبعد صلاة الفجر، حيث إنني أصلي الفجر ثم بعد ذلك أعود لممارستها ـ والعياذ بالله ـ وأحيانا يكون ذلك في وقت الظهيرة، وعليه فإنني الآن أعاني من اكتئاب وخوف اجتماعي وكسل وخمول، وكل هذا من آثارها عموما ـ وحتى في رمضان والعياذ بالله لم أستطع تركها ـ والسبب في ذلك أن فكري وعقلي دائما ما يتخيل مواقف جنسية وكأنني أجامع وهو وحي من الخيال عاقبته وخيمة، حيث إنني أفكر في عورات الناس ثم بعد ذلك أقذف، ولكن الآن أضع النقاط على الحروف فعندما كنت في الثانوية العامة كانت لي جارة شابة تكبرني بثمان سنوات وكانت على علاقة بي، ولكن لم يحدث الزنا ـ والحمد لله ـ وإنما يحدث شيء من المداعبة وكنت آكل وأشرب مما تصنعه كالكيك والحليب وأشياء أخرى، والآن يراودني شك، هل مثلا تستطيع فعل شيئ داخل تلك المأكولات فيكون شغلي الشاغل هو التفكير في الجنس، علما أنها الآن متزوجة ولديها ثلاثة مواليد وإذا كانت تستطيع فعل ذلك فماهو الحل والخروج من هذا المأزق الخطير؟ أنقذوني جزاكم الله خيرا.2ـ هذه العادة جعلتني إنسانا انطوائيا لا ألتقي بالناس، خصوصا عندما تعطلت دراستي، حيث إنني أواجه أسئلة مثل: أنت في أي سنة دراسية؟ ولا أريد أن أكذب، فما هو الحل؟.3ـ أنا حساس جدا، بحيث لو وقعت أي شجارات بيني وبين الآخرين فإنني لا أتكلم معهم جل الوقت بسبب شجار أحيانا يكون تافها على سفاسف الأمور.4ـ لا أستطيع أن أنام إلا على بطني وأنا أعلم أنه مكروه، لكن لا أرتاح إلا وأنا على البطن. أفيدونا جزاكم الله خيرا وجعلكم ذخرا للإسلام والمسلمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه العادة الخبيثة قد سبقت لنا عشرات الفتاوى التي بينا فيها خطرها على دين المرء وأخلاقه وصحته وراجع الفتويين رقم: 7170 , ورقم: 106 , ففيهما كلام مفصل عن أضرارها وكيفية التخلص منها، وراجع الفتوى رقم: 6995 , ففيها نصائح لمن غلبته شهوته.

ونحن نرى أن سبب ملازمتك هذه العادة القبيحة ـ برغم ما سببته لك من ضرر بدني ونفسي ـ هو ضعف همتك وعزيمتك ولو أنك صدقت الله سبحانه في التوبة منها لوفقك الله وتاب عليك, فلا ينبغي أن تسارع في نسبة الأمور إلى الأسباب الخفية من السحر والجن ونحو ذلك, وإن كان هذا غير مستبعد, ويمكنك على كل حال ملازمة الرقية الشرعية المبينة في في الفتويين رقم: 7151 ، ورقم: 4310.

واعلم أن من يريد النجاة يلزمه أن يسلك الأسباب الموصلة إليها، ونجاتك من هذه العادة أن تشغل وقتك بما ينفع في دينك ودنياك وأن تبادر إلى صحبة الأخيار وملازمتهم وأن تعرض تماما عن التخيلات التي تحفزك لفعلها، فإذا فعلت ذلك ـ مع التضرع بين يدي الله تعالى وسؤاله الإعانة ـ فإنك ستتخلص منها ـ بإذن الله تعالى.

وأما ما تذكره من حساسيتك الزائدة ـ حتى من المواقف السهلة اليسيرة ـ فهذا لا علاج له إلا بالاستعانة بالله جل وعلا واستحضار فضيلة العفو والصفح وترويض نفسك على الحلم والصبر، فإنما الحلم بالتحلم والأخلاق الحسنة تكسب بالتعود.

أما بخصوص النوم على البطن فإنه مكروه، كما سبق بيانه في الفتويين رقم: 109614 ورقم:5439.

و إذا كان النوم على بطنك يدعوك إلى ممارسة العادة السرية فيلزمك تركه، فتكر ذلك وسيلة من وسائل إقلاعك عن هذه العادة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني