الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ساعدت أخاها فغضب أبوها وطالبها بأن تعمل له توكيلا بحسابها

السؤال

أنا ساعدت أخي من أمي بمبلغ 50 ألف ريال، وذلك من حسابي دون علم أبي لتكملة بناء بيته حيث إنه بضائقة مالية، وقد طلب المساعدة من إخواني ولم يساعدوه، وأبي غاضب مني ويقول لي بأني عاصية له، وقد تأذيت منه وبالتحريض من إخواني، وهو يطلب مني عمل توكيل لحسابي وأنا رفضت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن للوالد مكانة عظيمة، وأن من حقه البر به والإحسان إليه وطاعته في المعروف، ومن حق الوالد أن يأخذ من مال ولده إن كان محتاجا بشرط أن لا يجحف به ولا يضره، وقد سبق بيان ذلك بالفتوى رقم: 47345.

ولكن ليس له أن يمنعه من صلة رحمه بمساعدته لأخيه، أو يمنعه التصرف في ماله على وجه مباح، ما دام هذا الولد عاقلا رشيدا، وعلى هذا فلا حرج عليك شرعا فيما قمت به من مساعدة أخيك من مالك، ولو أنك أعنت أخاك سرا بحيث لا يشعر بذلك أبوك لكان أفضل، وتجتمع لك بذلك مصلحتان مصلحة عدم إسخاط أبيك ومصلحة مساعدة أخيك وانظري الفتوى رقم: 59104.

وأما طلبه منك عمل توكيل لحسابك ، فإن خشيت أن يلحقك من هذا الأمر ضرر فلا يلزمك طاعته فيه، إذ لا يلزم شرعا أن يطيع الولد والديه فيما يمكن أن يلحقه منه ضرر كما بينا ببعض الفتاوى التي أحلناك عليها.

وأما بالنسبة لإخوانك فينبغي أن تنصحيهم بأسلوب طيب بأن يتقوا الله فيك، وأن لا يكونوا سببا في إغضاب أبيك عليك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني