الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

تنتابني بعض الأعراض مثل: الخوف الشديد من الموت، لدرجة أنه لو قيل لي إنك سوف تدخل الجنة لو مت الآن لرفضت الموت، من شدة خوفي منه، وأنزعج منه انزعاجا شديدا، فهل هذا الأمر سحر أو عين أصابتني؟.
أرجو الإفادة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه ليس من اختصاصنا معرفة تشخيص حالة ما وبيان كون سببها السحر أو العين، ولكننا ننصحك بإبعاد هاجس الإصابة عن ذهنك، فقد لا يكون الأمر بسبب السحر أو العين، والخوف من الموت شيء طبيعي، لأنه مصيبة من المصائب يحصل بها يتم الولد وثكل الأم، وقد قال الله تعالى فيه: فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ {المائدة: 106}.

ولكن تذكره والاستعداد له أمر مطلوب شرعا، لما في الحديث: أكثروا من ذكر هاذم اللذات. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

وفي الحديث: أكثروا ذكر هاذم اللذات ـ الموت ـ فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه.

رواه البيهقي، وحسنه الألباني.

وقال الدقاق: من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة، ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة، وترك الرضى بالكفاف، والتكاسل في العبادة. اهـ.

وقد ذم أهل العلم كراهيته إذا كان سببها الانهماك في اللذات والتقاعس عن الطاعات، وعلاج هذا الأمر أن يستحضر المؤمن الثواب الأخروي وما أعد الله للمؤمنين من اللذات العظيمة وأن يستحضر تفاهة الدنيا وأن الموت لا مفر منه، كما قال تعالى: قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {الجمعة: 8}.

ويمكن أن تراجع بعض الأطباء النفسانيين واستشارتهم في أمرك.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 111338، 97322، 40902.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني