الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القرآن الكريم يدل على حرمة الاستمناء

السؤال

لماذا أو ما الحكمة من أن الله سبحانه وتعالى لم يقل بتحريم الاستمناء ولم يذكره فى القرآن الكريم بنص صريح فلو عرف الناس أن الاستمناء حرام فى القرآن الكريم وبنص صريح مثل الزنا لارتاحوا كثيرا وما كانت هذه الشكوك التي أتعبتني كثيرا جدا بين الحرمة والحل وبين أقوال العلماء وهل يجوز للضرورة أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يلزم في تحريم شيء أن ينص القران الكريم عليه صراحة ، فما لم ينص على تحريمه بالاسم قد يحرم للعلة المشتركة بينه وبين ما نص على تحريمه وهو ما يعرف بالقياس، وقد يحرم لدخوله في عموم صيغة النص كما في مسألة الاستمناء فهو داخل في عموم قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. {المعارج:29،30}.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وبيان الأحكام يحصل تارة بالنص الجلي المؤكد وتارة بالنص الجلي المجرد وتارة بالنص الذي قد يعرض لبعض الناس فيه شبهة بحسب مشيئة الله وحكمته. وذلك كله داخل في البلاغ المبين فإنه من ليس شرط البلاغ المبين أن لا يشكل على أحد فإن هذا لا ينضبط وأذهان الناس وأهواؤهم متفاوتة تفاوتا عظيما، وفيهم من يبلغه العلم وفيهم من لا يبلغه إما لتفريطه وإما لعجزه وإنما على الرسول البلاغ المبين، البيان الممكن وهذا ولله الحمد قد حصل منه صلى الله عليه وسلم فإنه بلغ البلاغ المبين وترك الأمة على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك وما ترك من شئ يقرب إلى الجنة إلا أمر الخلق به ولا من شئ يقربهم من النار إلا نهاهم عنه فجزاه الله عن أمته أفضل ما جزى نبيا عن أمته. انتهى.منهاج السنة النبوية.

فدع عنك الشكوك والوساوس أخي السائل ، وامتثل لأمر الله تعالى وتجنب الاستمناء طاعة لله ،واعلم أن ذلك هو سبيل المؤمنين فقد قال الله تعالى :إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {سورة النــور :51}، ولمزيد فائدة راجع الفتوى التالية : 74119 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني