الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما هي الأدلة أو الروايات الصحيحة على أن أبو لؤلؤة المجوسي، كان مجوسي الديانة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اتفق المسلمون على كفر أبي لؤلؤة قاتل عمر ـ رضي الله عنه ـ وإن اختلفوا في ديانته، فالمشهور أنه كان مجوسياً، وقيل كان نصرانياً، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: وأبو لؤلؤة كافر باتفاق أهل الإسلام كان مجوسياً من عباد النيران، فقتل عمر بغضا في الإسلام وأهله، وحبا للمجوس، وانتقاما للكفار، لما فعل بهم عمر حين فتح بلادهم، وقتل رؤساءهم، وقسم أموالهم. من منهاج السنة النبوية لابن تيمية، مع حذف.

وفي الاستيعاب لابن عبد البر: حدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا الدولابي حدثنا محمد بن حميد حدثنا علي بن مجاهد قال: اختلف علينا في شأن أبي لؤلؤة، فقال بعضهم: كان مجوسيا، وقال بعضهم: كان نصرانيا، فحدثنا أبو سنان ـ سعيد بن سنان ـ عن أبي إسحاق الهمداني عن عمرو بن ميمون الأودي قال: كان أبو لؤلؤة أزرق نصرانيا، وجأه بسكين له طرفان، فلما جرح عمر جرح ومعه ثلاثة عشر رجلا في المسجد ثم أخذ، فلما أخذ قتل نفسه.

وعن عبد الله بن عمر قال: لما طعن أبو لؤلؤة عمر ـ طعنه طعنتين ـ فظن عمر أن له ذنبا في الناس لا يعلمه، فدعا ابن عباس ـ وكان يحبه ويدنيه ويسمع منه ـ فقال: أحب أن نعلم عن ملإ من الناس كان هذا؟ فخرج ابن عباس فكان لا يمر بملإ من الناس إلا وهم يبكون، فرجع إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين ما مررت على ملإ إلا ورأيتهم يبكون، كأنهم فقدوا اليوم أبكار أولادهم، فقال: من قتلني؟ فقال: أبو لؤلؤة المجوسي ـ عبد المغيرة بن شعبة ـ قال ابن عباس: فرأيت البشر في وجهه، فقال: الحمد لله الذي لم يبتلني أحد يحاجني يقول لا إله إلا الله... إلخ. رواه الطبراني في المعجم الأوسط، وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني