الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البعث الخاص والبعث العام

السؤال

هل حدث في الكون بعث ونشور لأشخاص قد توفوا ـ فعلاً؟ فإنني أسمع ـ يقينا ـ صوت والدي وخالتي المتوفيين وهما يتحدثان وأميز حديثهما جيداً وليس تخيلا، ولكنني إذا حاولت الدخول في الحديث معهما لا يردان علي، وأنا على يقين من كلامي وليست هلاوس فأرجو التوضيح، وإذا كان قد حدث بعث، فإن أول من تنشق عنه الأرض هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فهل حدث ذلك؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن البعث العام لكل الموتى والذين يكون أولهم النبي صلى الله عليه وسلم: هو البعث بعد النفخ في الصور، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من بعث. متفق عليه. وهذا ـ كما هو معلوم ـ لم يحصل إلى الآن، ولا يحتاج ذلك إلى تنبيه.

وأما البعث أو الإحياء الخاص، الذي اختص الله به بعض خلقه: فهذا قد حصل لبعض الخلق على خلاف الأصل، فإن الأصل في من مات أنه لا يرجع إلى الدنيا مرة أخرى، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم لجابر: يا جابر أما علمت أن الله عز وجل أحيا أباك؟ فقال له: تمن علي، فقال: أرد إلى الدنيا فأقتل مرة أخرى، فقال: إني قضيت الحكم أنهم إليها لا يرجعون. رواه أحمد، وحسنه الألباني والأرنؤوط.

وقد استثنى الله تعالى من هذا الأصل بعض الأشخاص الذين ماتوا ثم أحياهم الله في الدنيا مرة أخرى، لحكمة بينها الله تعالى في كتابه، وهي بيان قدرته تعالى على البعث بعد الموت، كهؤلاء الذين قال الله فيهم: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ {البقرة:243}. وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتوى رقم: 97، ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 127339.

أما بخصوص ما ذكرته السائلة وقالت: إنها على يقين منه وليس تخيلاً، فإما أنها أخطأت التقدير، وليس حقيقة ما ذكرته إلا ما حاولت نفيه من التخيل والتهيؤ، وإما أن ذلك من وساوس الشيطان، وعلى أية حال، فليس عندنا تفسيراً لهذا الأمر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني