الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمور تعين على التوبة والاستقامة

السؤال

أنا مسلم و الحمد لله الذي أنعم علي بالإسلام، لكني أودّ ثمّ أودّ أن يوفقني الله تعالى في ديني يا رب، لكن فتنة النساء لا تفارقني رغم أنني رجل متزوج وعندي أطفال، وكذلك أنا من الذين يتركون الصلاة،إني تائه إني ضعيف إني خائف أن ألقى الله و أنا على هذا الحال. ساعدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله كما هداك للإسلام أن يهديك إلى التزام تعاليمه والمحافظة على شرائعه، واعلم أيها الأخ الحبيب أن من أقبل على الله أقبل الله تعالى عليه، وقد وعد الله تعالى من تقرب إليه وجاهد نفسه للالتزام بأوامر الشرع أنه يهديه ويوفقه، كما في الحديث القدسي: ومن تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة. وقال الله عز وجل: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}

فعليك أيها الأخ الكريم أن تتوب إلى الله عز وجل، واعلم أنه تعالى لا يخيب من أتاه تائبا منيبا، كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}

ومما يعينك على التوبة والاستقامة أن تعلم خطر ما أنت مقيم عليه من ترك الصلوات والافتتان بالنساء، وترك الصلاة إثمه عظيم وجرمه جسيم، بل هو أكبر من الزنا والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس بإجماع المسلمين، وذهب بعض العلماء إلى أن تارك الصلاة كافر خارج من الملة، وأنه في الآخرة مخلد في النار والعياذ بالله، وراجع الفتوى رقم: 130853.

ولو أنك حافظت على الصلوات في أوقاتها كما أمر الله تعالى فإن الله تعالى سيوفقك إلى تجنب فتنة النساء ويعينك على ذلك وعلى غيره من أمر دينك، كما قال تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ {العنكبوت:45}

ومما يعينك على التوبة والاستقامة كذلك أن تجتهد في الدعاء، واللجوء إلى الله تعالى والافتقار إليه حتى يعينك على ما تريد من الخير، فإن الله تعالى إذا لم يعن العبد فهو المخذول، نسأل الله الإعانة ونعوذ به من الخذلان، ومما يعينك على ذلك أيضا أن تصحب أهل الخير الذين يعينونك على الخير ويحثونك عليه، وأن تترك مصاحبة الأشرار والبطالين فإن الصاحب ساحب.

وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تصاحب إلا مؤمنا. وقال أيضا: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه الترمذي وحسنه.

ومما يعينك على هذا أيضا أن تبحث عن حلق الذكر ودروس العلم، والمجالس المشتملة على الوعظ والتذكير فتحضرها وتلزمها، وأن تحرص على تعلم أحكام دينك لتكون أشد حبا له وأكثر تمسكا به، ومما يعينك على ذلك أيضا الإكثار من تذكر الموت وما بعده، فإن ذلك يرقق القلب ويبعث على النشاط في العبادة ليلقى العبد ربه على أحسن حال، نسأل الله لنا ولك الخاتمة الحسنة.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني