الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجاهدة النفس في الله يصاحبها توفيق الله وعونه

السؤال

أنا نفسي أتوب أو نفسي أحافظ على صلاتي فلا أقدر، حاولت كثيرا ولم أستطع، وفي كل الأوقات أحس بخجل من ربنا، هو أعطاني كثيرا، وأخاف من غضبه وعقابه، برغم ذلك فلا أدري كيف أكون مع الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك في أن شعورك بالذنب أمر حسن، فهو دليل على وجود الحياة في قلبك؛ إذ إن الميت لا شعور له، على حد قول القائل: ما لجرح بميت إيلام، ولكن لا يتم حسن هذا الشعور بالذنب حتى تتبعيه بالعمل، والسعي الجاد في التغيير والإصلاح من نفسك، والأمر يسير بإذن الله على من يسره الله عليه، فإن الله تعالى كريم، ولا يغلق بابه في وجه عبد رجاه وطلب رضاه، فهو تعالى أكرم من أن يرد سائلا أو يخيب راجيا، فما عليك إلا أن تصدقي مع ربك تبارك وتعالى فإن الصادق يوفق، فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ، فإذا علم الله منك صدق التوجه إليه وطلب مرضاته فإنه يتولاك بتوفيقه ومعونته، والله تعالى أصدق قيلا، وقد وعد كل من جاهد نفسه فيه تعالى أنه يهديه سبيله ويوفقه، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}

فإذا جاهدت نفسك في الله تعالى، وحملتها على طاعته، فسيكون توفيق الله مصاحبا لك، قد تجدين بعض المشقة ولكن عليك أن تصبري حتى تكون الطاعة ألذ شيء عندك، واعلمي أن جهاد النفس من أفضل الجهاد، ومن لزم طاعة الله تعالى وفقه الله لمزيد الطاعة على حد قول بعض السلف: إن من علامة الحسنة الحسنة بعدها. وفي حديث ابن عباس المشهور: احفظ الله يحفظك. فمن حفظ الله بحفظ حدوده فلم يتعدها وأوامره فلم يتركها ونواهيه فلم يفعلها حفظه الله من نفسه الأمارة بالسوء وهواه أن يغلبه، وعصمه من كيد الشيطان الرجيم. ومما يعينك على الحفاظ على الصلاة خاصة أن تستحضري خطر ترك الصلاة وعاقبة تضييعها، فإن ترك الصلاة إثم جسيم ومنكر عظيم، وهو أكبر من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس بإجماع المسلمين، وراجعي للفائدة حول خطر ترك الصلاة الفتوى رقم: 130853.

والزمي ذكر الله واجتهدي في الدعاء، وعليك بصحبة الصالحات، فإن مصاحبة الأخيار تعين على الطاعة كما في الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه: المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.

نسأل الله تعالى أن يتوب عليك ويوفقك لما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني