الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعور عمر بن عبد العزيز بثقل الأمانة بدل أطوار نفسه

السؤال

قرأنا عن زهد أمير العدل الثاني عمر بن عبد العزيز حيث إنه عندما تقلد زمام الخلافة جرد نفسه من كل شيء. فالسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يكن هذا الزهد من قبل توليه الخلافة، فنحن نعرف أن المؤمن يكون زاهدا سواء عند ابتلائه بملك أو لا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا نجد لهذا السؤال مساغا !! لأن أنواع الهدايات لا يمكن تعليقها بوقت أو حال، فالله تعالى يمن على من يشاء بما شاء وقت ما يشاء، فلا يصح أن يقال: لماذا لم يكن هذا الزهد من قبل توليه الخلافة؟ فإنه الوقت الذي شاء الله تعالى أن يوفقه فيه لهذه الحال الفاضلة.

وعلى كلٍّ فيمكن أن يقال: إن الشعور بالمسئولية يبدل أطوار النفس، وكلما كانت المسئولية أعظم كان أثرها أبين، وثقل أمانتها أشد وأجسم، ولا يخفى أن الإمامة العظمى هي أكبر هذه المسئوليات، والتقصير فيها أشد خطرا وأوخم مآلا، فلما آلت الخلافة إليه تداركه الله بواسع رحمته فصرف عنه شرها بتزهيده في الدنيا، فإن الخلل إنما يدخل على أصحاب السلطة بإيثارهم الدنيا وحظوظها الفانية.

وأمر آخر يحسن ذكره هنا، وهو شيء من صفات عمر بن عبد العزيز النفسية، وخصلة من خصاله الشخصية، يمكن أن يفسر بها تبدل حاله للأفضل عندما تولى الخلافة، فقد قال عن نفسه رحمه الله ورضي عنه: إن لي نفساً توّاقة لم تَتُق إلى منزلة فنالتها إلا تاقت إلى ما هي أرفع منها، حتى بلغت اليوم المنزلة التي ليس بعدها منزلة، وإنها اليوم قد تاقت إلى الجنة. اهـ. ذكره ابن عبد الحكم في (سيرة عمر بن عبد العزيز).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني